"هدايا تركيا لمصر".. خبير يعلق على صفقة السلاح التركية الجديدة للجيش المصري
يرى خبير شؤون الأمن القومي المصري محمد مخلوف أن الإعلان التركي عن صفقة مسيرات "بيرقدار TB2" التركية إلى مصر، تعبير عن حسن النوايا التركية.
ويشير مخلوف إلى حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2013، حينما كان وزيرا للدفاع آنذاك، عندما قال "أنا لما أكبر هضربك، ومصر مبتنساش اللي وقف معاها وكمان اللي وقف ضدها" في إشارة إلى بعض الدول التي سمحت بفتح أبواق إعلامية مناهضة ضد السياسات المصرية، واعتبرت هذه الدول أن نظامنا هو نظام رأس ديكتاتوري حديث، كما وضح أن عام 2012 كانت آخر زيارة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إلى مصر حينما تولى منصب رئيس وزراء تركيا تلك الفترة، إبان فترة حكم الرئيس المعزول الأسبق محمد مرسي.
ونوه الخبير المصري أن الفترة الأخيرة شهدت تقارب لوجهات النظر بين الرئيسين، المصري والتركي، لحل الأزمات السياسية بين الطرفين، وكان التنازل من طرف الجانب التركي عن التشدد في آرائه تجاه الدولة المصرية وعدم الاحتفاظ بعناصر الجماعة المنوه عنها داخل أراضيه وكذا غلق تلك الأبواق المشار إليها بعاليه، في إشارة لإرضاء الرئيس المصري.
كما أوضح مخلوف، أن الرد المصري جاء كنتائج لتلك الخطوات الإيجابية، في أول لقاء بين رئيس البلدين عام 2022 في احتفالية كأس العالم بدولة قطر، حيث تصافحا في إشارة لرضا الجانب المصري عن تلك الاجراءات، وتأتي الزيارة المرتقبة خلال شهر فبراير الجاري كخطوة أخرى لإتمام التصالح، مقدما هداياه لإثبات حسن نواياه للجانب المصري، ولتحقيق ما يربو إليه من مصالح تركية.
ويؤكد مخلوف، أن التقارب المصري التركي، أحد دعائم الاستقرار الاقليمي، والعلاقات بين القاهرة وأنقرة تسير في الاتجاه الإيجابي، وهذا الأمر سيكون له انعكاسات استراتيجية كبيرة، ومن المتوقع بحث تعميق التعاون التجاري والاقتصادي والأمني بين الجانبين، حيث ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر وتركيا، من 6.7 مليار دولار خلال عام 2021، لتزيد عن 8 مليار دولار في الفترة الأخيرة وفقاً للبيانات والإحصاءات الاقتصادية المنوطة بذلك.
وتوقع أن الحرب في غزة وتوحيد الموقف بشأن ضرورة وقف العدوان الاسرائيلي على القطاع سيكون في جدول المباحثات بين الطرفين، لافتاً إلى أنه من وجهة نظر العناصر المصرية الهاربة والمطلوبة لدى القضاء المصري جميعها اجراءات تعسفية تجاههم لإرضاء مصر من الجانب التركي، مما دعى تلك العناصر المتطرفة لتنفيذ أحد العمليات الإرهابية في اسطنبول مؤخراً بهدف عدول اردوغان عن اتمام زيارته لمصر، خاصة أن هذه العملية الاجرامية جرت بعد إعلان الزيارة المرتقبة.
وتابع: "يذكر أنه في يوليو 2023، أعلن البلدان إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى السفراء، بعد قرابة عِقد من الخلاف، واستأنف الرئيسان التواصل خلال الأشهر الماضية، آخرها اللقاء على هامش اجتماع مجموعة العشرين في العاصمة الهندية، نيودلهي، في سبتمبر الماضي، كما قدمت مصر المساعدات الطبية والإغاثية اللازمة بعد زلزال مدمر ضرب تركيا وسوريا وأودى بحياة الآلاف ، وتبعها تهنئة الرئيس التركي للرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد فوزه في سباق الانتخابات الرئاسية الأخير في جمهورية مصر العربية، ونرتقب المزيد من التعاون الأمني والسياسي والاقتصادي والتجاري وجميع المجالات بين الجانبين".