لجنة معلمي حضرموت تُناشد حماة الشريعة والخطباء لدعم قضيّتهم العادلة
في خطوةٍ تصعيدية جديدة، وجهت لجنة معلمي حضرموت رسالة مفتوحة إلى حماة الشريعة والخطباء في حضرموت، تناشدُهم فيها دعم قضيّتهم العادلة والمتمثّلة في تحسين أوضاعهم المعيشية وتلبية مطالبهم المشروعة.
وتأتي هذه الرسالة بعد فشل جميع المُفاوضات بين لجنة المعلمين والسلطة المحلية، واستمرار الإضراب العام الذي شلّ العملية التعليمية في حضرموت بشكل كامل.
وجاء في الرسالة ما يلي :
( نداء ) .. من حَمَلة رسالة الأنبياء .. إلى حُماة الشريعة والخطباء
أصحاب الفضيلة العلماء معلمي الشريعة والخطباء والدعاة في أصقاع حضرموت جميعها .. أحقاف العلم والدعوة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
وبعد :
مما عُرف في عامة بلاد المسلمين، وفي بلاد حضرموت على جهة الخصوص أن العلماء والدعاة والخطباء يطرقون أسماع الناس من على منابرهم الشامخة بكل حدث عظيم، ويطرحون عليهم ما قد يجول في حياتهم من منعطفات مهمة ، حيث يدلون بدلوهم في كل قضية تتطلب التوجيه والإرشاد حسبما تقره وتحث عليه شريعتنا السمحاء، وفي كل نازلة تبتغي الحث والتحفيز في سبيل إصلاح الحال والمآل.
وللمنابر في واقعنا الحاضر وما يموج به من إشكاليات وأوضاع معيشية مؤلمة؛ آفاق رحبة للحديث عنها، إذ ينبغي الانفتاح عليها وعلى قضايا المستضعفين، ولا مفر من أن يمد المنبر يده إلى هؤلاء التعساء الذين وضعتهم متاهات المناكفات موضع البؤس والبلاء.
إن الخيبة والخسران والإفلاس هي في الانشغال عن واقع الأمة وهموم الناس ، والتغافل عن سوء حالهم، وتجاهل شدة معاناتهم .. فيصبح المنبر في وادٍ والناس في واد .. ويصير أشبه ب( أطرش في الزفة ) وهو ما نربأ عن أن تصل إليه منابركم الصادعة بالحق على الدوام.
وتأسيساً على ما سبق فإن " لجنة معلمي حضرموت " الحاضنة الشعبية لهم ؛ تستحثكم ومن خلال منابركم العامرة أن تنصروا شريحة المعلمين عامة؛ والمتعاقدين منهم بوجه أخص، كونهم يعانون من شظف المعيشة وسوء الحال جراء توقيف راتبهم الضئيل لشهر فبراير .
وعلى الرغم من مضي الشهر المذكور وانقضاء الذي يليه ( مارس ) ودخول شهر ( إبريل ) ؛ فإنهم لا يزالون يطالبون براتبهم الأول بعد أن أصابهم البؤس والفقر وهم قادمون على احتياجات كثيرة يتطلبها رمضان والعيد ..
ومع ذلك فإن مكتب التربية والتعليم بحضرموت وبتواطؤ مقيت ومدبّر من ومع السلطة المحلية ـ متناسين كل معاني الرحمة والإنسانية بإخوانهم المسلمين حاملي رسالة الأنبياء والمرسلين ـ يرفضون صرفه للمتعاقدين وهم الشريحة الأغلب فيهم ، ويتعنتون في ذلك إلا بعد أن يوقع المتعاقدون ورقة لا تحمل الصفة القانونية يتعهدون فيها بالكف عن إضرابهم المشروع والتخلي عن مطالبهم الحقوقية التي كفلتها لهم الشرائع والقوانين والدستور.
وانطلاقاً من إرث الوسطية والرحمة والإنسانية التي اتصف بها الحضارمة طيلة تاريخهم العريق والمشرف، فإننا وفي حين أنكم أحفادهم الأبرار الذين لا يرتضون بالضيم والظلم؛ نناشدكم أن تعلنوا وقفتكم الصريحة مع هذه الشريحة المظلومة من إخوانكم المعلمين ..
من خلال الكلمة الطيبة والنصيحة والتوجيه الصادق لقيادات السلطة المحلية بالمحافظة ومكتب وزارة التربية والتعليم أن يرعووا ويرجعوا عن تعسفاتهم ومواقفهم التي تنافي الأعراف الشرعية والتقاليد الحضرمية الأصلية.
بانتظار تفاعلكم ومواقفكم المشرفة في الصدع بكلمة الحق .. والله يحفظكم ويرعاكم.
إخوانكم في " لجنة معلمي حضرموت .