الهضبة تتاجر بأحلام المجندين.. تسريح بلا ترقيم ووعود تبخرت في مهب العروض العسكرية

شكا مجندون من الدورة الأولى التابعة لما يُسمى بـ"قوات حماية حضرموت" في مخيم الهضبة، من تسريحهم المفاجئ دون ترقيم أو استدعاء رسمي للجان عسكرية، بعد استلامهم حوافز مالية مؤقتة، قُدمت على عجل قبيل تنظيم عرض عسكري وُصف بأنه "عرض للاستهلاك الإعلامي والسياسي".
وبحسب إفادات متطابقة، فقد حصل المجندون على مبلغ (1000 ريال سعودي) فقط، كحافز قبل عرض الهضبة العسكري، ثم تم تسريحهم دون تحقيق أي من الوعود التي قُطعت لهم مسبقًا، وعلى رأسها الترقيم الرسمي والرواتب السعودية، الأمر الذي فجّر موجة غضب في أوساط المجندين وذويهم.
المثير للجدل، أن ذات السيناريو تكرر مع المرشحين للدورة الثانية، الذين تم الاعتذار لهم وإبلاغهم بالعودة إلى منازلهم "إلى أجل غير مسمى"، في خطوة عكست حالة من التخبط وغياب المسؤولية، بحسب مراقبين.
وقال أحد المجندين، ممن شاركوا في الدورة الأولى عبر الرقم الخاص بالمنصة : "كانوا يحدثوننا عن مستقبل عسكري وضمانات سعودية، وانتهى بنا المطاف مجرد أرقام في لائحة استعراض، ثم رمونا كأننا لم نكن".
مصادر عسكرية مطلعة اعتبرت ما جرى "عملية استغلال" لعشرات الشباب من مختلف مناطق حضرموت، مشيرة إلى أن الغاية لم تكن بناء قوة حقيقية، بقدر ما كانت تسويقًا سياسيًا مؤقتًا، عبر تنظيم استعراض يحمل شعارات حماية حضرموت، لكنه بلا كيان واضح أو رؤية عسكرية رسمية.
وتداول ناشطون صورًا تُظهر أفراد الدورة الثانية بعد الاعتذار لهم، وقد افترشوا الأرض في إحدى زوايا مخيم الهضبة، دون مأوى أو تنسيق، في مشهد اعتبروه "إهانة لكل شاب صدّق شعارات الهضبة الزائفة".
ويرى متابعون أن استمرار هذه الممارسات، يؤكد افتقار المخيم لأي مشروع فعلي لبناء مؤسسات أمنية أو عسكرية، وأنه يستخدم الشباب كوقود لمعاركه السياسية، دون اكتراث بما سيؤول إليه مصيرهم، لا عسكريًا ولا إنسانيًا.