مراقبون: التحالف القبلي بين المهرة وحلف الهضبة مجرد اصطفاف وهمي لا يخدم إلا التخادم

استنكر ناشطون وإعلاميون بيان ما يُعرف بـ"لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة"، معتبرين إياه حلقة جديدة من مسلسل التخادم المكشوف بين رموز الحلف القبلي بمخيم الهضبة وحلفائهم في المهرة.
البيان، الذي حمل توقيع راعي الاعتصامات في المهرة علي سالم الحريزي، بدا وكأنه إعادة إنتاج لمسرحية قديمة بطلها هذه المرة "التضامن المفاجئ" مع عمرو بن حبريش في حضرموت. ناشطون وصفوا الموقف بأنه "مناورة سياسية رخيصة" تحاول فرض الوصاية على حضرموت تحت لافتة الدفاع عن الحقوق، بينما الحقيقة – كما قالوا – لا تعدو كونها اصطفافًا انتقائيًا لا يخدم إلا أجندات التخادم.
علق أحد الإعلاميين بسخرية قائلاً: "الحريزي، صاحب المهرة وراعي التغريدات الثورية بنكهة حوثية، قرر فجأة أنه حارس بوابة حضرموت، ومتضامن قلبًا وقالبًا مع القائد الأعلى بن حبريش، وكأننا في فيلم من إنتاج (التخادم بلا حدود)".
وفي قراءة للبيان، وصف ناشطون لغة الخطاب بأنها "محاولة متكررة لشد الانتباه بمفردات إنشائية خاوية"، معتبرين أن ختامه كان مسك السخرية حين ختم بالقول: "أي محاولة لزعزعة أمن واستقرار حضرموت لن تمر"، وكأننا أمام تحالف دفاعي وهمي بين فارس المهرة وشيخ الحكم القبلي، ضد عدو غير موجود سوى في مخيلتهم.
ويرى مراقبون أن ما يجري لا يحتاج إلى تحليلات مطولة؛ فالتخادم بين أقطاب "اعتصام المهرة" و"حلف الهضبة" في حضرموت بات واضحًا كالشمس في رابعة النهار، مؤكدين أن مثل هذه البيانات لا تعكس موقفًا وطنيًا بقدر ما تكشف عمق التنسيق القبلي الذي يحاول فرض نفسه لاعبًا سياسيًا على حساب أبناء المحافظتين.
وبحسب ناشط حضرمي: "المهرة وحضرموت ليستا بحاجة إلى بيانات خشبية ولا تحالفات ورقية، بل إلى استقرار وتنمية تعيد للمواطن هيبته وكرامته بعيدًا عن جعجعة الحلف والتخادم".