تواصل معنا عبر النموذج أدناه:

المشاط في صنعاء وبن حبريش في حضرموت.. كيف لزعيم مسلح يقطع وقود الكهرباء أن يُحتفى به كـ"خريج جامعي" بدرجة بكالوريوس؟

أثار إعلان حصول رئيس مخيم الهضبة عمرو بن حبريش على شهادة البكالوريوس في الشريعة والقانون من جامعة الأندلس للعلوم والتقنية، عاصفة من التساؤلات والسخرية في الأوساط المجتمعية، خصوصًا أن الرجل لم يُعرف له يومًا سجل دراسي منتظم، أو حتى إتمام مرحلة الثانوية العامة، ما جعل كثيرين يتساءلون: متى درس؟ وأين تخرّج؟ وكيف لجامعة أن تمنح شهاداتها بهذه السهولة؟.

منتقدون اعتبروا أن ما جرى لا يختلف عن "جامعات تصنع أبطالًا من ورق"، تشبه في سلوكها جامعة وهمية تمنح الماجستير لشخص لم يتجاوز الصف الرابع الابتدائي، ووصفوا ما حدث بأنه سقوط أكاديمي قبل أن يكون مناسبة احتفالية، يسيء إلى قيمة الشهادات العلمية ويمتهن مكانة التعليم.

اللافت أن مشهد "تتويج" ابن حبريش بدرجة جامعية بدا للبعض نسخة حضرمية مكررة من واقعة مماثلة شهدتها صنعاء، حينما جرى منح مهدي المشاط شهادة علمية فجائية هو الآخر، أثارت موجة من التهكم الواسع لدى النشطاء، باعتبارها "ألقابًا أكاديمية جاهزة" تمنح وفق الولاءات لا وفق المعايير.

وبينما حاول أنصاره إظهار المناسبة كمنجز علمي يُضاف إلى رصيد المدعو عمرو، اعتبر كثيرون أن ما جرى ليس سوى "مكافأة وهمية" تُوزّع بغطاء أكاديمي، تعكس هشاشة المنظومة التعليمية وتسييس مؤسساتها على حساب قيم المعرفة الحقيقية.

وتوقف مراقبون عند مفارقة صارخة: كيف يمكن لرجل "يدّعي" طلب العلم أن يقود جماعات مسلحة خارج سلطة الدولة والقانون، ويقطع إمدادات وقود الكهرباء عن المواطنين، ويستخدم نفوذه لابتزاز مؤسسات الدولة، ثم يُحتفى به كـ"خريج" يحمل صفة أكاديمية مرموقة؟.

العديد من الأصوات الشعبية رأت أن شهادة عمرو بن حبريش ليست إلا جائزة سياسية مُغلّفة بالعلم، ورسالة سلبية للشباب الذين يكابدون لسنوات في مقاعد الدراسة، ليجدوا في النهاية أن الولاء والنفوذ أقصر الطرق إلى "بكالوريوس على المقاس".