من هاون النحاس إلى الحناء.. الكوبرا تروي أسرار أعراس حضرموت
شهدت مدينة غيل باوزير لقاءً ضم مدير عام مكتب الثقافة بساحل حضرموت عبير الحضرمي مع الخالة عطية بامعروف، إحدى السيدات اللاتي حملن لقب "الكوبرا" في زمنها، وهو اللقب الذي كان يُطلق قديمًا على المرأة المرافقة للعروس في حضرموت، والمسؤولة عن تجهيزها ورعايتها يوم الزفاف.
وروت الخالة عطية خلال حديثها ذكريات غنية بالتفاصيل عن الأعراس في الماضي، مؤكدة أن العروس قديمًا لم تكن تعلم بموعد زفافها إلا في يومه، ما كان يخلق حالة من الخوف والارتباك بسبب صغر سنها، على عكس فتيات اليوم اللاتي يستعدّن للزواج قبل أشهر طويلة.
وسردت جانبًا من طقوس ليلة الحناء، حيث كانت العروس تجلس على "هاون نحاس" مقلوب بدلًا من الكراسي، ويُغطى رأسها بقطعة قماش بسيطة، ويوضع بجانبها صحن يحوي "غسّة" (سدر)، لتقوم قريباتها بوضع القليل منه على رأسها كنوع من البركة.
وأكدت أن "الكوبرا" كانت تقوم بدور محوري في كل تفاصيل العرس، بدءًا من نقش الحناء وترتيب الشعر وحتى مساعدة العروس على تجاوز لحظات الخوف، ما جعلها عنصرًا أساسيًا في طقوس الفرح النسائية بحضرموت.
وأعربت الخالة عطية عن اعتزازها بنقل هذه الحكايات للأجيال الجديدة، باعتبارها جزءًا أصيلًا من ذاكرة المجتمع، التي تعكس بساطة الحياة وروح التضامن بين النساء في تلك الحقبة.