اغتيال الأستاذة افتِهان المشهري.. جريمة تهز تعز وتكشف صراعًا مع الفساد

أثار اغتيال الأستاذة افتِهان المشهري، مديرة مكتب النظافة والتحسين في تعز، حالة واسعة من الغضب والتساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء استهدافها.
مصادر محلية أوضحت أن المشهري، منذ توليها منصبها، واجهت شبكة نافذين اعتادوا تقاسم إيرادات مكتب النظافة مع بعض الفاسدين، بينما كانت المدينة تغرق في القمامة والإهمال. إلا أن قرارها الحازم بتحويل إيرادات المكتب لخدمة قطاع النظافة فقط، ووقف منافذ الفساد، شكّل ضربة قوية لمصالح هذه الشبكات.
وخلال فترة عملها، نجحت المشهري في شراء معدات جديدة، وتحسين مستوى النظافة، وتشجير الشوارع، وتكريم عمال النظافة وصرف إكراميات لهم، ما جعلها رمزًا للإصلاح والنزاهة في مؤسسة ظلت لسنوات بؤرة للفساد.
لكن نجاحها لم يمر دون مقاومة؛ فقد تعرض مكتبها لاقتحامات وتهديدات متكررة، وسط صمت رسمي وغياب إجراءات حقيقية لحمايتها.
ويرى مراقبون أن اغتيالها لم يكن مجرد جريمة معزولة، بل رسالة من لوبيات الفساد التي لم تتقبل إغلاق “حنفيات الإيرادات” غير الشرعية. ويؤكدون أن حصر القضية في المتهم المباشر بتنفيذ عملية الاغتيال لن يكون كافيًا، ما لم تُفتح ملفات النافذين المتورطين والمتهاونين في الاعتداءات السابقة عليها.
الجريمة اليوم تكشف عن صراع عميق بين إرادة الإصلاح ومراكز الفساد، وتضع الدولة أمام اختبار حقيقي: هل ستقف عند محاسبة المنفذ فقط، أم ستواجه الشبكات التي صنعت بيئة الجريمة؟