محافظ حضرموت يدشّن أكبر مشروع طاقة شمسية تعليمية في المكلا بقدرة 100 كيلووات بتمويل إماراتي
دشّن محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، اليوم بالمكلا، مشروع تشغيل منظومات الطاقة الشمسية المتكاملة لثلاث مدارس محورية بمدينة المكلا، بتمويل من مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وإشراف مؤسسة حضرموت – تنمية بشرية، في تجسيد عملي لاستثمار القيمة المالية للجائزة الدولية التي حصلت عليها المؤسسة.
ويخدم المشروع 2,275 مستفيداً مباشراً من الطلبة والكوادر التعليمية والإدارية في ثلاث مدارس هي: ثانوية المكلا النموذجية للبنات، ومدرسة فاطمة الناخبي، ومدرسة ابن خلدون للتعليم الأساسي.
ويأتي هذا المشروع، الذي بلغت تكلفته الإجمالية 103,585 دولاراً، كاستجابة نوعية لتحديات الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، حيث يضمن توفير بيئة تعليمية مستقرة وتحسين البيئة الصفية من خلال توفير إضاءة منتظمة ودرجة حرارة معتدلة ما يسهم في رفع معدلات التركيز والاستيعاب لدى الطلاب.
ويعزز المشروع مفهوم "المدرسة الخضراء" من خلال خفض الانبعاثات الكربونية والاعتماد على الطاقة النظيفة، حيث تم تركيب 158 لوحاً شمسياً بقدرة إجمالية تصل إلى 100 كيلووات، مع سعة تخزينية في البطاريات تبلغ 138.24 كيلووات.ساعة، مما سيخفض الاعتماد على الشبكة العامة بنسبة تصل إلى 70%.
وأكد المحافظ بن ماضي في تصريح له خلال حفل التدشين أن هذا المشروع يأتي ترجمة حقيقية للاهتمام بقطاع التعليم، الذي يعد الركيزة الأساسية لأي تنمية حقيقية والاستثمار في عقل وإنسان المستقبل.
وثمن المحافظ تدخلات دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ممثلة في مؤسسة حمدان بن راشد، على هذا الدعم الذي يمتد أثره إلى آلاف الطلاب والأسر، وقال إن مثل هذه التدخلات التنموية ليست مجرد بُنى تحتية، بل هي استثمار في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
وحيا المحافظ اخلاص المعلمين والمعلمات بأداء رسالتهم السامية واستقرار العملية التعليمية، مؤكدًا اهتمام السلطة المحلية بالقطاع التربوي كأولوية في برنامج عملها.
وأكد مكتب وزارة التربية والتعليم بساحل حضرموت الأستاذ أمين عبدالله باعباد أهمية المشروع في تحسين البيئة المدرسية للطلاب والإدارات المدرسية، مشيرًا الى أنه باكتمال هذا المشروع تستكمل 27 مدرسة بالطاقة الشمسية في ساحل حضرموت في سياق خطة السلطة المحلية للاهتمام بقطاع التعليم.
من جانبه، أوضح المدير التنفيذي لمؤسسة حضرموت – تنمية بشرية، المهندس طارق علي بلخشر أن هذا المشروع هو ثمرة شراكة استراتيجية مع مؤسسة حمدان بن راشد، التي منحت جائزة الإيسيسكو لمؤسسة حضرموت تقديراً لجهودها في مجال دعم التعليم، وقد حرصت المؤسسة على استثمار قيمة الجائزة، والبالغة 100 ألف دولار، في مشروع تنموي مستدام يخدم العملية التعليمية مباشرة.
وبهذه الخطوة، تدخل المدارس الثلاث ومعها عشرات المدارس في حضرموت عصر الطاقة المستدامة، محققة نقلة نوعية في جودة البيئة التعليمية، ومؤكدة على نجاح نموذج الشراكة بين القطاع العام والمبادرات الأهلية والمنظمات الدولية في الدفع بعجلة التنمية.
وشملت التدخلات الفنية للمشروع تزويد المدارس الثلاث بمنظومات طاقة شمسية ذات مواصفات عالمية، توزعت تفاصيلها كالآتي:
حظيت ثانوية المكلا النموذجية للبنات (بمنطقة فوه - حي المتضررين) بالنصيب الأكبر من الطاقة، حيث تم تركيب وتشغيل منظومة مكونة من 84 لوحاً شمسياً بقدرة 620 وات للوح الواحد، مدعومة بجهاز "انفرتر" بقدرة 50 كيلووات، وعدد 12 بطارية بتقنية "ليثيوم فوسفات" (سعة 5.12 كيلووات.ساعة)، تم تثبيتها على هياكل حديدية من نوع (C) المجلفن والمطلي بمادة "الإيبوكسي" المقاومة للصدأ مع قواعد خرسانية متينة.
وفي مدرسة فاطمة الناخبي للتعليم الأساسي، تضمنت الأعمال تركيب 36 لوحاً شمسياً بنفس القدرة العالية (620 وات)، مع جهاز "انفرتر" بقدرة 25 كيلووات، وعدد 7 بطاريات ليثيوم فوسفات، ومثبتة بذات المواصفات الفنية للهياكل المعدنية والقواعد الخرسانية.
أما مدرسة ابن خلدون للتعليم الأساسي، فقد تم تزويدها بمنظومة شملت 38 لوحاً شمسياً (620 وات)، وجهاز "انفرتر" بقدرة 25 كيلووات، مع تعزيز سعة التخزين بـ 8 بطاريات ليثيوم فوسفات، لضمان استقرار التيار الكهربائي واستمرار العملية التعليمية.
حضر التدشين، مدير إدارة التربية والتعليم بمديرية المكلا أحمد بارحمان، وعدد من قيادات قطاع التربية والتعليم بالمحافظة والمديرية.