وعود بلا أفعال.. خطة بن حبريش تهوي بالشباب وتزعزع استقرار حضرموت
في مشهد يعكس نهاية مرحلة مضطربة، طُويت اليوم واحدة من أكثر حلقات الفوضى إثارة للجدل بعد انهيار التجمّع المسلّح الذي شكّله المدعو عمرو بن حبريش داخل نطاق الشركات النفطية، عقب تمرده على الدولة ومحاولته فرض واقع خارج عن النظام والقانون.
وبحسب مصادر ميدانية موثوقة، فقد تخلى بن حبريش عن مجموعاته المسلحة وترك تلك العناصر في مواجهة مصيرهم، بعد أن تراجع وهرب من مواقع شركة بترو مسيلة فور بدء المواجهة، تاركًا خلفه عشرات الشباب الذين زجّ بهم في معركة خاسرة منذ لحظتها الأولى، كثير منهم –وهم أبناء حضرموت– دفعوا ثمن اندفاعات قائدهم، بينما ظلّ هو يبحث عن مخرج يجنّبه تبعات مغامرته.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، فرضت قوات النخبة الحضرمية سيطرتها الكاملة على الشركات النفطية وكافة النقاط التي كانت تقع ضمن نطاق التمرد، في عملية خاطفة اتسمت بالاحتراف والانضباط، انتهت بإلقاء القبض على عناصر من هذه المجاميع التي استُخدمت دروعًا بشرية لأهداف شخصية لا علاقة لها بمصلحة حضرموت.
وأكدت المصادر أن المشهد داخل الشركات بدا واضحًا، فوضى تركها بن حبريش خلفه، عناصر مرهقة بلا قيادة، وشعور بالخديعة يخيّم على الشباب الذين اكتشفوا أن قائدهم تخلّى عنهم ساعة المواجهة، بعد أن أقنعهم طيلة أيام بأن “الهنجمة” ستصنع واقعًا جديدًا.
وتداول سكان في حضرموت صورًا لعناصر سلموا أنفسهم لقوات النخبة الحضرمية بعد أن أدركوا أن لا أفق لتحركاتهم، وأنهم كانوا مجرد أدوات في يد مشروع شخصي لم يراعِ حرمة حضرموت ولا استقرارها، مشيرين إلى أن الطرفين في النهاية حضارم، قال أحدهم بنبرة حزن: “حسبنا الله ونعم الوكيل فيك ياعمرو ضحّيت بأولاد الناس وانتهت الهنجمة كما ما بدت”.
وتحمّل أوساط واسعة مسؤولية ما حدث على الخطاب التحريضي الذي يبنّته أنصار المدعو بن حبريش، والتي تسعى إلى تضليل الشباب ودفعهم لمواجهة الدولة تحت شعارات زائفة، بينما الحقيقة كانت واضحة، مشروع تمرد صغير في حجمه، خطير في نواياه، وانتهى قبل أن يبدأ فعليًا.
وتواصل قوات النخبة الحضرمية منذ فجر اليوم عمليات التمشيط وتأمين المنشآت النفطية، في مشهد يعيد التأكيد أن حضرموت لا تُدار بالمغامرات ولا تُختطف بالعبث، وأن الدولة قادرة على حماية مؤسساتها وحفظ أمن مواطنيها مهما كان حجم الفتنة.