الحوثي بين البطولات الإعلامية وتأثيرات الملاحة الدولية
في 19 نوفمبر استولى الحوثيون على سفينة شحن في البحر الأحمر، مسلحون يقفزون على سطحها من طائرة هليكوبتر قبل أن يرفعوا العلمين الفلسطيني واليمني.
سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" مملوكة لشركة مسجلة تحت اسم "Ray Car Carriers"، يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام أونغارو، هي جزء من حرب متبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وإيران تريد البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني التأثير على المشهد الجيوسياسي بعد القيود المفروضة على تجارة النفط الإيراني بحسب مصدر أمني دولي.
في أبريل/ نيسان ومايو من العام الماضي 2022م، استولت القوات البحرية الإيرانية على ثلاث ناقلات نفط ترفع أعلاما دولية، ردا على مصادرة الولايات المتحدة لناقلات يُزعم أنها تحمل النفط الإيراني، في إطار عمليات إنفاذ العقوبات.
منذ عام 2019، هاجم الحوثيين وغيرهم من وكلاء إيران، سفناً متعددة في الشرق الأوسط، واستولوا على ناقلات النفط وشنوا هجمات باستخدام ألغام لاصقة مثبتة على أجسامها، وفق تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز».
قدرت الأمم المتحدة تكلفة القرصنة لتجارة الشحن العالمية بما يصل إلى 12 مليار دولار سنويا. ويمر حوالي 10 % من تجارة النفط العالمية المنقولة بحرا عبر خليج عدن، الممر المائي بين اليمن والقرن الإفريقي.
عمليات القرصنة الحوثي إيرانية تهدف إلى غسيل سمعة طهران وما يسمى "محور المقاومة" بحسب خبراء، والتشويش على حقيقة متاجرتهم طيلة عقود بالشعارات والخطب عن فلسطين والقدس، والتي تركتهم الأخيرة يواجهون مصيرهم أمام آلة البطش الإسرائيلية في حربهم الأخيرة.
التأثيرات المحتملة
سلاسل الإمدادات وحركة التجارة عبر المياه الدولية في البحر الأحمر ستتضرر حتماً من هذه الهجمات البحرية، ووفقاً لخبراء "سيؤثر التصعيد في المياه اليمنية على تدفق الإمدادات والتجارة الدولية، وكذا أسعار الشحن الدولي، والتي قد تتضاعف بسبب المخاطر".
كذلك التأثير سيطال تأمين السفن التي تدخل الموانئ اليمنية، فإن التأمين عليها سيرتفع، وهذا يعني ارتفاع كلفة السلع والمواد الأساسية، والنفط والغاز، وغير ذلك، خصوصاً الواردات التي تأتي عبر الموانئ اليمنية.
تأثير هجمات الحوثيين على باب المندب ستؤدي إلى زيادة عسكرة البحر الأحمر، خصوصاً هذا المضيق، ويتوقع "تكثيف الوجود الأجنبي في بعض الجزر اليمنية، وخصوصاً جزيرة ميون" بحسب وسائل إعلام مطلعة.