الاستثمار التجاري يساند الثورة الرياضية بحضرموت
رغم مرور الكثير من الوقت دون وجود تطور يذكر في الجانب الرياضي بمدينة المكلا عاصمة حضرموت كبرى المحافظات اليمنية، إلا أن عام 2020 الماضي كان بداية لانطلاقة جديدة في عالم الرياضة وتحديدا رياضة كرة القدم، الانطلاقة اقترنت في المدينة بالاستثمارات التجارية في الحقل الرياضي التي بدأت ملامحها في العام ذاته بعد قيام مستثمر حضرمي بإنشاء حاضنة ملاعب معشبة وبعد نجاحه وتزايد الإقبال على المشروع لحق به منافسوه من التجار الحضارمة فقاموا بإنشاء مشاريع تجارية متمثلة باستحداث ملاعب كرة قدم متطورة تتيح للهواة ممارسة لعبة كرة القدم على أراض عشبية أما النوادي والفرق الرياضية فقد حظيت بإمكانية إقامة مباريات في هذه الملاعب المجهزة بمدرجات للمشاهدة وتشجيع اللاعبين، بعد أن كانت تمارس نشاطها في ملاعب ترابية.
مدينة المكلا حتى عام 2020 كانت تمتلك ملعبا معشبا واحدا وهو الملعب الرسمي لتمارين ومباريات أندية الدرجة الأولى وبقية الأندية المشاركة في البطولات الوطنية والتي تقام على مستوى المحافظة، يقول حسن العكبري هاويا للعبة كرة القدم إن قبل انتشار الملاعب الكورية المعشبة بالمدينة لا أستطيع ممارسة اللعبة أنا وأصدقائي إلا في ملاعب ترابية وهي التي تزداد نسبة الخطورة والإصابة لمرتاديها عوضا عن الملاعب المعشبة المنتشرة الآن التي تجعلنا نمارس اللعبة بكل سلاسة واحترافية بعيدا عن الأراضي الترابية المتصلبة وتتطاير الأتربة عند هبوب الرياح التي غالبا ما تعيق الرؤية الواضحة لدى جميع اللاعبين.
ويضيف الكعبري أن الملاعب الترابية كذلك كانت قليلة في المدينة مما يجعله هو وأصدقائه ينتظرون أياما لممارسة اللعبة بسبب مباريات وتمارين الفرق المالكة للملعب ويقول العكبري أصبح بإمكاننا الآن ممارسة اللعبة في الوقت الذي نحب وفي المنطقة المناسبة لنا كون الملاعب المعشبة تتواجد في مختلف مناطق المدينة برسوم غير باهظة للفرد منا.
بلغ عدد الملاعب المعشبة التجارية في مدينة المكلا حتى كتابة هذا التقرير تسعة عشر ملعبا بواقع سبع منشاءات رياضية، في حين تواجد مشاريع مماثلة يجري العمل على تجهيزها وافتتاحها بعد الإقبال عليها من أبناء المدينة، الأمر الذي جعل الكثير من التجار يرغبون في إنشاء ملاعب معشبة تجارية وجني عائدها المادي المغري وفق وصف أحد المستثمرين بالمدينة.
يعد تشيب الملاعب مفتاحا أساسيا لتطوير الرياضة في أي مدينة، وخاصة في مدينة المكلا التي عانت من قلة المرافق الرياضية الملاءمة لمدة طويلة، تتمثل الجوانب الإيجابية لهذه الميزة في زيادة جودة الملعب وتحسين الأرضية، مما يؤدي إلى تحسين مستوى الأداء والتحكم في الكرة، أيضا يتيح للفرق المحلية الاستفادة من المستوى العال في الأداء، فيمكنها من تطوير نفسها في مدة أقل من الممارسة على ملاعب ترابية، أيضا تتميز الأراضي المعشبة بالمرونة والمتانة، مما يساعد على تقليل حدوث الإصابات للاعبين هي كذلك تعزز سلاسة تحرك الكرة وتلافي الارتدادات غير متوقعة (معلومات وفق خبر في ذات المجال).
يؤكد فهمي باحمدان - صحفي رياضي - على الأثر الإيجابي لتعشيت الملاعب للفرق الرياضية في المكلا وأهمية هذه المبادرة في تنمية رياضة كرة القدم بالمدينة وجذب الأنظار والاهتمام بها كوجهة رياضية تميزت على مستوى البلاد الأمر الذي أهلها أن تكون محطة للمعسكر التدريبي للمنتخب الوطني للناشئين والإعداد البدني للاعبيه قبل أن يشاركوا في بطولة غرب آسيا بنسختها العاشرة المقامة في سلطنة عمان الشقيقة التي توج ببطولتها وتشرف بحمل كأسها بجدارة منتخبنا اليمني للناشئين.
يضيف باحمدان "سيكون لتعشيت الملاعب دور كبير في استقطاب البطولات الرياضية والأحداث الرياضية الكبرى للمدينة" ويختتم بقوله "من المتوقع أن تحظى رياضة كرة القدم في هذه المدينة بنمو كبير في السنوات القادمة، وسيكون لتعشيت الملاعب وانتشارها دور رئيسي في تحقيق ذلك".