تقرير | البُقّار.. فوائد وموسم يفتح أبواب الرزق في المكلا

على امتداد شريطها الساحلي المترامي على بحر العرب، تظل مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، مدينةً تتنفس البحر وتعيش على إيقاع مواسمه. هنا لا تتشابه الأيام، فلكل موسم صيادوه وباعته وزبائنه الذين ينتظرون ما تجود به المياه. بين مواسم الاسماك، وموسم “البلدة” للسباحة الشعبية، ومواسم القشار والمحار، تتعاقب الخيرات، ويترك كل موسم بصمته الخاصة في حياة أهل المدينة.
ومن بين تلك المواسم يطل محار البحر، أو كما يسميه الحضارمة بـ “البُقّار”، كضيف موسمي يفرض حضوره على الأسواق وذاكرة الناس. يبدأ موسمه من شهر أكتوبر وحتى يناير، حيث يخرج الأطفال والشباب إلى الصخور البحرية، أو ما يعرف محليًا بالقشار، غربًا وشرقًا، بحثًا عن هذا الكنز البحري الذي تتشكل داخله وجبة غنية بالنكهة والفوائد.
يُباع البُقّار في أسواق الاسماك المركزية وشوارع المكلا وأحيائها القديمة، ويبدو لافتًا أن أغلب من يتولون بيعه هن نساء وفتيات مسنات ينتمين إلى أسر بحرية فقيرة، وجدن فيه مصدر رزق كريم يقيهن ذل الحاجة. ومع إشراقة الصباح، يمكن للمار أن يشاهد تلك النسوة مصطفات في الشرج والديس ووسط المكلا، يبعن البُقّار في مشهد بات مأل