تقرير | الابتزاز السياسي يتجدد .. وجه آخر لصراع النفوذ في حضرموت
في وقت تتطلع فيه حضرموت لبناء مؤسساتها على أسس الشفافية والمساءلة، تشهد المحافظة تصعيدًا خطيرًا يتمثل في حملات ابتزاز وتضليل إعلامي تستهدف السلطة المحلية بقيادة المحافظ الاستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، بعد رفضه تمرير صفقات مشبوهة كانت ستفتح الباب أمام فساد واسع وتمكين غير مشروع لبعض المتنفذين في الهضبة.
رفض تمرير الفساد أشعل الحملة
تفيد مصادر موثوقة أن المحافظ بن ماضي رفض منذ بداية عمله أي ضغوط أو وساطات من شخصيات نافذة كانت تسعى للحصول على امتيازات تجارية ومقاولات خارج الإطار القانوني، ورغم محاولات الإقناع والضغط، ظل المحافظ ثابتًا على مبدأ “المسؤولية أمانة لا وسيلة نفوذ”، ما أثار غضب تلك الأطراف التي بدأت لاحقًا في شن حملات تشويه ممنهجة عبر شبكات إعلامية موجهة وممولة.
إدانة واسعة لحملات الابتزاز العلنية
أثارت حملات التشويه الممولة ضد السلطة المحلية استياءً واسعًا بين الأوساط الصحفية والنشطاء في حضرموت، الذين اعتبروا أن التبجح بالابتزاز الإعلامي على الملأ يمثل انحطاطًا خطيرًا في الممارسة الصحفية، وإساءة فادحة لقيم المهنة التي وُجدت للدفاع عن الحقيقة لا لتزويرها.
وقال عدد من الصحفيين في منشورات وتصريحات متفرقة إن ما يجري اليوم “لا يمتّ للإعلام المهني بصلة، بل هو سلاح ضغط سياسي ومالي يستخدمه بعض من فقدوا مصالحهم”، مطالبين الجهات الرقابية والنقابية بالتحرك لوقف هذا الانفلات الأخلاقي.
فيما أكد ناشطون أن ظهور بعض الأسماء الإعلامية في تسجيلات ومنشورات علنية تتحدث عن “وساطات مالية ومساومات” يُعد دليلًا على مستوى الانحطاط الذي وصلت إليه بعض الأدوات الإعلامية التي باعت ضميرها مقابل المال، داعين إلى “فضح كل من يستغل قلمه للابتزاز لا للرقابة”.
وعي حضرمي يزداد صلابة
ومع تصاعد الحملات، بدا الشارع الحضرمي أكثر وعيًا وتمييزًا بين الإعلام الحقيقي والإعلام المأجور، فالكثير من أبناء حضرموت باتوا يدركون أن من يحاول تشويه المحافظ بن ماضي اليوم هم أنفسهم من شاركوا في شبكات الفساد والإثراء غير المشروع سابقًا، وأن استهداف الرجل ليس إلا عقابًا له على رفضه التواطؤ في تلك الصفقات.
هذا الوعي الشعبي – وفق مراقبين – يمثل صمام أمان ضد محاولات التزييف، ورسالة واضحة بأن الحضارم لن ينخدعوا بالحملات الممولة، وأن صوت الشرف والنزاهة سيبقى الأعلى مهما تعالت أصوات التضليل.
مصادر مطلعة أكدت أن لدى السلطات المعنية والجهات الرقابية ملفات ووثائق تثبت بالأسماء والمبالغ الجهات التي حاولت الضغط والابتزاز، مشيرةً إلى أن “الوقت سيأتي لعرض الحقائق على الرأي العام ليدرك الجميع من خان الأمانة ومن صانها”، وأضافت المصادر: “زمن التزييف انتهى، والحقائق لا تموت، ومن أراد أن يصنع مجده بالأكاذيب فسيكتشف أن التاريخ لا يرحم المزورين”.
الشمس لا تُغطى بغربال
مواطنون يؤكدون أنه مهما حاول المضللون إخفاء الحقيقة، فإن حضرموت اليوم أكثر وعيًا وصلابة، والابتزاز العلني لم يعد سلاحًا فعالًا، والتزييف الإعلامي لم يعد قادرًا على خداع الناس، فالشمس لا تُغطى بغربال الأكاذيب، والحقيقة – كما قال أحد النشطاء – “تحتاج فقط إلى وقت لتفضح كل من باع ضميره”.