تواصل معنا عبر النموذج أدناه:

الابتزاز الإلكتروني.. بين ضعف الحيلة وجهود المكافحة في حضرموت

في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبحت الوسائل الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع تقدم التقنيات وتطور الأدوات الرقمية، سهل الانترنت حياتنا وتفاعلنا مع العالم من حولنا. ومع ذلك، مع التقدم التكنولوجي يأتي أيضًا الجانب المظلم من العملية، وهو الابتزاز الإلكتروني، حيث يشكل تهديدًا خطيرًا للأفراد والمؤسسات، ولذلك فإن محاربته أمر ضروري للحفاظ على الأمان الرقمي وحماية الخصوصيات.

 

إن الابتزاز الإلكتروني يشمل استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال الإلكترونية لتهديد الأفراد أو المؤسسات بهدف الحصول على المال أو المعلومات الحساسة أو تحقيق أهداف شخصية، يتم استخدام مجموعة متنوعة من الأساليب في الابتزاز الإلكتروني، مثل إرسال رسائل التهديد عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر المعلومات الشخصية المهددة بالكشف، واختراق الحسابات الرقمية، وتشفير الملفات وطلب فدية، والعديد من الأساليب الأخرى.

 

آثار نفسية ومخاوف اجتماعية

يعاني الأفراد المتعرضون للاستغلال الإلكتروني من مشاعر القلق والخوف والعجز، ويتعرضون لضغوط نفسية هائلة نتيجة للتهديدات والتشهير والابتزاز الذي يتعرضون له، وقد يعاني الضحايا من الاكتئاب والعزلة الاجتماعية وفقدان الثقة في الآخرين وحتى في أنفسهم وقد يؤدي ذلك إلى الانتحار في كثير من الأحيان.

 

يؤدي الابتزاز الإلكتروني إلى تعكير علاقات الأفراد وتقويض الثقة في العلاقات الشخصية والمهنية وقد يتعرض الضحايا للتشهير العام وفقدان السمعة والتأثير السلبي على حياتهم الاجتماعية، ويعاني الأشخاص المتعرضون للاستغلال الإلكتروني من عدم الأمان في العالم الرقمي، مما يجعلهم يتجنبون استخدام التكنولوجيا.

 

ضعف الحيلة وجهود المكافحة في المكلا

وفي تصريح خاص لمنصة حضرموت للصحافة أكد مدير مركز شرطة المكلا ومدير قسم الابتزاز الإلكتروني بمديرية أمن المكلا ملازم محمد حسين بهيان، أهمية دور قسم الابتزاز الإلكتروني للحد من قضايا الابتزاز، عن طريق استقبال البلاغات ومباشرة إجراءاتها بسرية تامة عبر القسم وبما تتميز بها هذه القضايا من طابع أخلاقي ولما لها من تأثير مباشر في تفكك الأسر.

الملازم بهيان أضاف في تصريحه أن قسم الابتزاز الإلكتروني بمديرية أمن المكلا عمل نزولات توعية لعدد من الثانويات والمجمعات التعليمة والتي استهدف أكثر من (6666) طالبة في كيفية التعامل مع الابتزاز الإلكتروني، وما لحق هذه الخطوة من إقبال كبير خصوصا بعد إشهار القسم وعمل نزولات ميدانية، وقد بلغت عمليات التبليغ حوالي 130 بلاغ بشكل رسمي، وحوالي 400 بلاغ تم استقباله من وسائل مختلفة.

بهيان نوه في كلمته بدور النيابة العامة والسلطة المحلية بمحافظة حضرموت لتسهيل ودعم الحملات التوعوية والنزولات الميدانية لفرق لجنة الابتزاز الإلكتروني، وكذلك مكتب وزارة التربية والتعليم في تفاعلهم مع حملات التوعية ومساندة تنفيذها في عدد من مدارس مدينة المكلا، راجيًا أن تتسع رقعة الحملات التوعوية لتشمل أكبر عدد من المستفيدين.

مسؤولة الشرطة النسائية بمديرية أمن المكلا ملازم انتصار الأسد أشارت في تصريح خاص أن دور الشرطة النسائية يعد أمرًا مهمة وحساسًا في التدخل في قضايا الابتزاز، فالشرطة النسائية تلعب دورًا حاسمًا في تقديم الدعم والمساعدة للنساء الضحايا، وتعزيز الثقة والراحة لديهن للإبلاغ عن حالات الابتزاز وطلب المساعدة، عبر استقبال البلاغات، والتحقيق في الشكاوى المقدمة وجمع الأدلة اللازمة في حالات الابتزاز، والدعم النفسي للضحايا.

مسؤولة الشرطة النسائية الأسد أضافت بأن الشرطة النسائية تلعب دورًا مهمة في التوعية والتثقيف حول قضايا الابتزاز فهي تقوم بتوعية النساء والفتيات حول حقوقهن وكيفية حماية أنفسهن من الابتزاز، بالإضافة إلى تعزيز الوعي في المجتمع بأهمية مكافحة هذه الظاهرة، وفي حالة استقبال قضايا الابتزاز تؤخذ الإجراءات وتقديم الدعم النفسي والمعنوي الكامل والحفاظ على السرية وتهدئة واحتواء الضحية، وتحول القضايا إلى قسم الابتزاز الإلكتروني بالمركز لاتخاذ اللازم.

 

عضو قسم الابتزاز الإلكتروني الأستاذة فاطمة الكسادي قالت لـ منصة حضرموت للصحافة: "مكافحة الابتزاز الإلكتروني في ظل تزايد ظاهرة الابتزاز مهم جدا في الحد من المخاطر النفسية والجسدية والمادية والمجتمعية التي يخلفها الابتزاز على الضحية، وكذلك رفع الوعي المجتمعي بطرق الوقاية من هذه الظاهرة، وأيضا المحافظة على الأسر من المشاكل والتفكك الأسري وتوطيد مبدأ السلام المجتمعي.

وأضافت الكسادي " تم تنفيذ عدة أنشطة أبرزها عمل ويبنار توعوي باستضافة منظمة صدى بعنوان الجرائم الإلكترونية، وندوة في منسقية المجلس الانتقالي الجنوبي في يوم القانون العالمي برفقة القاضي رضوان لكمح وكيل نيابة شرق المكلا، وكذلك ندوة في غيل باوزير عن الأمن الرقمي بمشاركة مؤسسة الجيلاني، والنزول لجامعة حضرموت كلية البنات وعمل صباحية توعوية.

 

صعوبات وعراقيل

الكسادي أدرجت عدد من الصعوبات التي تواجه عمل مكافحة الابتزاز الإلكتروني، من ضمنها خوف الضحية من الأهل ومن الإبلاغ، وصعوبة في جمع الأدلة نظرا لقلة وعي الضحية في كيفية الجمع وقيامها بمسح الأدلة، وضعف دعم السلطة المحلية، وقلة الطاقم وكثرة الشكاوى، وعدم تقبل المجتمع نظرا للنظرة السائدة ووضع اللوم على الضحية.

 

مقترحات ونصائح

عضو قسم الابتزاز الإلكتروني الكسادي وضعت جملة من المقترحات والنصائح لتحسين أداء عمل مكافحة الابتزاز وحماية المستخدمين، وحددتها في الآتي:

  • إنشاء وحدة مكافحة للجريمة الإلكترونية في المحافظة.
  • وضع آليه إلكترونية لاستقبال البلاغات.
  • توفير الدعم النفسي للضحية من قبل جهات رسمية ومجانا.
  • توفير الدعم القانوني (محامي دفاع) لمساعدة الضحية على استكمال إجراءات المحاكمة.
  • الشراكة مع اللجان المجتمعية وعقال الحارات في الإبلاغ عن المبتزين في حال حصول مشكلة.

 

نصائح الحماية من الابتزاز:

  • تأمين الحساب الإلكتروني وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.
  • عدم إرسال الصور لأصدقاء مجهولين.
  • عدم إعطاء المعلومات الشخصية من صور وكلمات مرور للأصدقاء.
  • عدم مشاركة الصور في مجموعات الأهل.
  • عدم الانخراط لرغبات أي مبتز والابلاغ عنه فور حصول أي تهديد أو تلميح بالابتزاز.
  • فحص الروابط المرسلة قبل الدخول إليها.
  • إتلاف الجوال بدلا من بيعه.
  • عدم السماح لمهندسي الصيانة بمعرفه كلمة المرور للجوال في حال حدوث خلل فني، إلا في حالة عدم وجود صور شخصية.
  • تأمين التطبيقات بالتحقق بخطوتين والمصادقة الثنائية.