التحديات الأمنية في اليمن.. التصدي للتهديدات الحوثية وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي
تعيش اليمن حالة من الاضطرابات السياسية والنزاع المستمر، وتشكل التهديدات الحوثية عنصرًا حاسمًا في هذا السياق، يهدف هذا التقرير إلى تحليل التحديات الأمنية المرتبطة بجماعة الحوثيين وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي، مستندًا إلى بيانات وإحصائيات من مصادر دولية.
التحديات الأمنية وتأثير التهديدات الحوثية على الاستقرار الإقليمي
في 19 /نوفمبر2023 المنصرم مدد الحوثي عملياته العسكرية لتطال السفن التجارية في البحر الأحمر تحت ذريعة وقف اطلاق النار على الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة ممنهجة ، ذريعة الحوثي الواهية لم تكن حقيقية 100% بقدر ماكانت وسيلة ضغط إيرانية في حرب دولية كشفت زيف الرواية الإيرانية ومزاعمها في دعم المقاومة الفلسطينية بحسب خبراء، ذراع ايران في اليمن واستهدافاته لسفن النقل العابرة للبحر الأحمر أحدثت ضررا عربيا اكثر من ان يكون إسرائيليا.
في قناة السويس المصرية التي تشهد دولتها أوضاعا اقتصادية صعبة، بلغ الانخفاض بنحو 30% فى الفترة من 1 إلى 14 يناير 2024، اما الدخل فتهاوى بنسبة 40% عن نفس الفترة مقارنة بمثيلتها العام الماضى، بانخفاض عدد السفن المارة من 777 سفينة إلى 544 سفينة فى الفترة نفسها.
انعكس الاختناق وعزوف السفن عن مسار البحر الأحمر على التجارة العالمية بنسبة 1,3% خلال شهرى نوفمبر وديسمبر 2023.
وبالتالي كلفة أسعار الشحن الوارد عبر مضيق باب المندب ارتفعت بنسب وصلت إلى 170% مع توجه شحن حاويات لتعليق رحلاتها في البحر الأحمر.
اضطرت حكومات عربية لاتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة تداعيات الأزمة بينها الحكومة الأردنية خشية الآثار التضخمية المحتملة على السوق المحلية.
ووفق وكالة "بلومبيرغ"، الأربعاء، فإن الهجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار وعمليات الاختطاف في الشهرين ضد السفن المدنية والناقلة عبر البحر الأحمر أسفرت عن أكبر عملية تحويل لمسار التجارة الدولية منذ عقود.
اما تكاليف الشحن من الصين إلى البحر الأبيض المتوسط تضاعفت بما يفوق 4 أضعاف منذ أواخر نوفمبر الماضي، بحسب ما نقلته "بلومبيرغ"، عن شركة "فريتوس" (Freightos)، وهي شركة لحجوزات شحن البضائع.
500 سفينة حاويات كانت تبحر في العادة عبر البحر الأحمر من وإلى قناة السويس، وتحمل كل شيء بداية من الملابس والألعاب إلى قطع غيار السيارات، لكنها أصبحت مرغمة على إضافة أسبوعين لمسارها الذي يمر عبر رأس الرجاء الصالح بالجزء الجنوبي من أفريقيا، بحسب شركة "فليكسبورت". يشكل هذا ربع سعة شحن الحاويات في العالم تقريباً، بحسب منصة الخدمات اللوجستية الرقمية.
جميع ذلك ينعكس على الأزمة الإنسانية في الداخل اليمني فاليمن تعيش أزمة إنسانية خانقة، حيث يعاني المدنيون من نقص في الخدمات الأساسية والغذاء، مما يزيد من حجم التهديدات الأمنية.
زيادة التوترات الإقليمية
يشير تقرير منظمة الأمن والتعاون الدولي إلى أن نشاط الحوثيين يسهم في زيادة التوترات الإقليمية وتأثيرها على العلاقات بين الدول المجاورة، وفي التأثير الاقتصادي والتجاري، بحسب بيانات البنك الدولي تظهر أن النزاع الحوثي يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي وحركة التجارة في المنطقة.
تداول الأسلحة الإيرانية
تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الحوثيين يتلقون دعمًا من إيران، مما يثير مخاوف بشأن استمرار تصدير التوترات في المنطقة والعالم. فيما يصرح خبراء في الجانب الأمني بان التهديدات الحوثية تشكل تحديًا حقيقيًا للأمان الإقليمي، ويتطلب التصدي لها تعاونًا دوليًا فعّالًا، وسياسيا يقول أحد المحللين انه لا بد من حل سياسي للأزمة اليمنية لكبح جماح التهديدات الحوثية واستعادة الاستقرار الإقليمي.
تحليل التحديات الأمنية في اليمن يكشف عن تأثير متزايد للتهديدات الحوثية على الاستقرار الإقليمي، وأهمية التعاون الدولي للتصدي لهذه التحديات وتحقيق السلام في اليمن لضمان الأمان والاستقرار في المنطقة، وبالتالي فان زادت الهجمات الحوثية على السفن الناقلة في البحر الأحمر، يمكن أن يشهد السيناريو المتوقع تفاقمًا للتوترات وتأثيرات على عدة جوانب منها
تأثير على حركة التجارة العالمية وتصعيد الأوضاع الإنسانية مما قد تتسبب الهجمات في تفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق المتأثرة، حيث يمكن أن يتأثر توزيع المساعدات الإنسانية ووصولها إلى المحتاجين، قد تستدعي الهجمات ردود فعل إقليمية ودولية، بما في ذلك فرض عقوبات أو تدابير أمنية إضافية ضد الجماعة الحوثية والدول التي تدعمها.
تأثير على أسواق النفط
قد يتسبب هجوم على سفن ناقلة في إثارة توترات في سوق النفط العالمية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط ويؤثر على استقرار الاقتصادات العالمية.
تأثير على الجهود الدبلوماسية
- يمكن أن تجبر الهجمات الحوثية الدول على إعادة تقييم جهود التسوية السياسية وتأثيرها على المفاوضات الدولية.
مع هذا، يظهر أن أي زيادة في الهجمات الحوثية قد تكون لها تأثيرات كبيرة على الأمان البحري والاقتصاد العالمي، مما يتطلب تحركًا دوليًا للتصدي لهذه التحديات وتحقيق الاستقرار في المنطقة.