موائد في حضرموت تنتظر رحمة رمضان في ظل الأزمة الإقتصادية
مع إقتراب شهر رمضان المبارك، يستعد المسلمون في العالم أجمع لإستقباله بفرحة وترقب لاجواءه الروحانية، فيه يتقربون الى الله بالصدقات وأعمال الخير والطاعة قاصدين تطهير ذنوبهم ورحمة ربهم، وفيه كذلك يعدون الموائد المتنوعة في افطارهم الذي تجتمع فيه كافة الأسرة وغيرهم في تجمع أكبر يضم تجمعات سكنية يقيمون مائدة تشاركية بينهم راجين صدقة والفة ومودة، ومع تنوع الثقافات والعادات الرمضانية في الوطن العربي الا انها تكاد تجتمع في عادة الإستعداد بالمستلزمات الغذائية الازمة لتحضير الوجبات الرمضانية المفضلة للأسرة.
في حضرموت كبرى المحافظات اليمنية يأتي شهر رمضان هذا العام أصعب من سابقة بسبب أرتفاع أسعار المواد الغذائية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتهاوي العملة اليمنية، يختلط الفرح بالقلق والحزن، في غالبية البيوت الحضرمية بفعل الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعصف بالبلاد وتزداد سوءً عاماً بعد آخر منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية في سبتمبر 2014م وحتى الان.
في ظل تدهور الوضع الاقتصادي اليمني المستمر، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام العملات الاخرى، حتى تخطت حاجز الأربعمئة ريال يمني أمام ريال سعودي الواحد، بعد ان كان الريال السعودي يساوي ستة وخمسين ريالاً يمنياً فقط.
التضخم المهول تهاوى فوق طاولة أسعار السلع المختلفة منها الغذائية المصنعة خارجياً والذي يتطلب استيرادها عملة أجنبية، في حين يعتمد غالبية سكان محافظة حضرموت في غذائهم اليومي مواد غذائية مستوردة، في بلاد يرزح سبعون بالمئة من سكانها تحت خط الفقر بحسب تقارير أممية.
يقول سعيد جمعان الذي يسكن مدينة الشحر "نحن نتطلع إلى رمضان بشوق كبير كل عام، ولكن هذا العام، الأمر مختلف تماماً، فالأسعار ارتفعت بشكل أكبر، والمواد الغذائية تفوق دخلي من عملي الحكومي، وهذا يثير قلقنا ويضعنا في موقف صعب امام حاجيات رمضان ومتطلباته".
وتضيف أم ناصر التي تسكن عاصمة المحافظة : "أنا أحاول قدر الإمكان توفير ما استطيع لإعداد وجبات رمضانية لأسرتي، لكن التحدي كبير جداً، دخلي من عملي في مشروعي الخاص لا يكفي، خاصة وأنني مسؤلة عن توفير المال تجاه أسرتي بعد توفي زوجي، على أمل أن تتحسن الأوضاع قبل بداية الشهر الكريم".
تضيف أم ناصر أن الصدقات الرمضانية من مواد غذائية ومبالغ مالية التي كانت تأتي من جيرانها لم تعد مثل السابق اذ أن الازمة الاقتصادية تضرر منها جميع الأسر في المدينة.
تتسم هذه التصريحات بمدى الصعوبة التي يواجهها سكان حضرموت في التأقلم مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتجسد حاجة ملحة إلى التدخل العاجل لتخفيف معاناتهم وتوفير الحماية الاجتماعية اللازمة خلال هذا الشهر الفضيل وبقية أشهر العام .