موسم البلدة بالمكلا.. أنشطة وفعاليات ودعوات مقاطعة
في وجهة نظر متباينة، تشهد مدينة المكلا محافظة حضرموت جنوب اليمن تباينًا كبيرًا في الآراء حول موسم البلدة السياحي لعام 2024م، بينما ينظر البعض إلى هذا الموسم بتفاؤل وفرص جديدة للاقتصاد المحلي، يشير آخرون إلى المقاطعة احتجاجا على تدهور الحياة المعيشية وانهيار منظومة الكهرباء والمياه وتوقف العملية التعليمية.
منذ عقود، كانت مدينة المكلا تعد وجهة سياحية مهمة، حيث تتمتع بجمال طبيعي خلاب وتاريخ غني، ومع تثبيت الأوضاع الأمنية المستقرة في السنوات الأخيرة، كان هناك آمالٌ في انتعاش السياحة وتعافي الاقتصاد المحلي، ومع ذلك، فإن تدهور الحياة المعيشية وانهيار منظومة الكهرباء، والعملة المحلية، وتوقف العملية التعليمية، قد ألقى بظلاله على آمال البعض حيال موسم البلدة السياحي لعام 2024م.
من جهة المؤيدين، يرون في موسم البلدة السياحي فرصة لتنشيط الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة، حيث السياحة قطاعًا حيويًا يمكن أن يدعم العديد من الصناعات المحلية مثل الفنادق والمطاعم والمتاجر والمهن اليدوية والأسر المنتجة، وبالتالي يزيد من دخل المواطنين، وكذا يمكن أن تساهم في تعزيز العيش المشترك وتعزيز التفاهم الثقافي بين المحليين والسياح القادمين من مختلف أنحاء العالم.
ومع ذلك، يعبر المعارضون عن قلقهم إزاء تدهور الحياة المعيشية في محافظة حضرموت والوطن بشكل عام، ونقص في الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والصحة وتوقف التعليم، ويعد انهيار منظومة الكهرباء أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبًا على حياة السكان، حيث يعانون من انقطاعات كهربائية مستمرة.
ويرى المعارضون أن تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية يجب أن يكون أولوية أعلى قبل التركيز على السياحة.
تشير هذه الآراء المتباينة إلى أهمية وجود استراتيجية شاملة توازن بين تنمية السياحة وتحسين جودة الحياة المعيشية للسكان، إذ يجب على السلطات المحلية والحكومية أن تعمل على تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية كخطوة أولى لتعزيز التنمية المستدامة في حضرموت والوطن عمومًا لاستقطاب السياح وإقامة شراكات مع القطاع الخاص لتعزيز السياحة وتوفير فرص عمل جديدة.
في النهاية، يبقى اجتذاب السياحة وتعزيز الحياة المعيشية للسكان تحديًا يتطلب جهودًا مستمرة وتعاونًا بين الجهات المعنية، وإن تحقيق التوازن بين الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية هو مفتاح للنجاح في تطوير المكلا كوجهة سياحية مزدهرة وتحسين جودة حياة سكان المنطقة.