تواصل معنا عبر النموذج أدناه:

في زيارته الثانية المرتقبة.. رفض شعبي لزيارة العليمي لحضرموت

لم تكن هذه الزيارة التي تعد الثانية من نوعها لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، إلى محافظة حضرموت، منذ توليه رئاسة المجلس بعد إعلان نقل السلطة، من أجل أبناء حضرموت، أو تحسين الأوضاع المعيشية والخدمية في المحافظة، فهذه الزيارة تأتي عقب البيان الصادر عن مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن بشأن الاتفاق على عدة تدابير لخفض التصعيد فيما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي الإرهابية.. فما الهدف من زيارة العليمي لمحافظة حضرموت في هذا التوقيت، خصوصًا وأن البيان الأممي تجاهل ملف استئناف تصدير النفط من ميناء الضبة بحضرموت؟

قبل وصول رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى حضرموت، عبّرت بعض المكونات والقوى السياسية بالمحافظة عن رفضها القاطع لمثل هذه الزيارات، خصوصًا وأن حضرموت لم تلاقي من الجهات المسؤولة ما تستحقه وفقًا ومكانتها وما يميزها عن بقية المحافظات من خصائص.

"العليمي غير مرحّب به"
 
أصدر مؤتمر حضرموت الجامع بلاغًا صحفيًا مساء أمس الجمعة، قال فيه: "تابعنا في مؤتمر حضرموت الجامع أنباء عن زيارة مرتقبة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى حضرموت في ظل ظروف معيشية وخدمية مزرية واحتقان مجتمعي واسع بسبب حالة البؤس والمعاناة التي يعيشها أبناءها، ولم تلاق حضرموت من هذه الجهات ما تستحقه على مكانتها، بل تعمد واضح حتى في إشراك حضرموت طرف أساسي في أي تعاملات تخص الشأن اليمني أسوة بالأطراف الأخرى.. وإقصاء في كافة المجالات رغم كل التضحيات والمواقف التي قدمتها حضرموت" .. وعبّر المؤتمر عن رفضه القاطع للزيارة المقررة للعليمي إلى حضرموت، وعدم ترحيبه بها حتى تنفيذ المطالب واعطاء حضرموت المكانة المستحقة.

"الزيارة تأتي بالتزامن مع حراك دبلوماسي"

وقال المحلل السياسي طاهر خالد بازياد في تصريح لمنصة حضرموت للصحافة عن توقيت الزيارة الثانية لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الى  حضرموت: "تأتي زيارة العليمي إلى حضرموت في ظل الحراك الدبلوماسي المستمر الذي تلعبه دول التحالف والمبعوث الاممي لتخفيف التصعيد، ويشمل هذا الحراك العمل على محاولة إنجاح خارطة سلام بين الشرعية وميليشيا الحوثي، في ظاهر هذا الاتفاق العمل على انهاء ما يعانيه السكان في مناطق شمال اليمن الخاضعة للحوثيين، دون النظر إلى ما يعانيه شعب الجنوب من انهيار في العملة وانعدام الخدمات الأساسية".. وأكد أن الاتفاق الآخير يخدم ميليشيا الحوثي بدرجة أساسية ويؤكد للمواطن في  الجنوب والشمال مدى انحياز المجتمع الدولي وتعاطفه مع ميليشا تعد أكثر الجماعات التي تشكل خطر على العالم والقانون الدولي وحقوق الانسان، وبعد انقلابها اوصلت اليمن إلى أسوء ازمة انسانية.

"الهدف من زيارة العليمي إلى حضرموت"

وعرج المحلل السياسي بازياد قائلا: "تعكس زيارة العليمي مدى تمسّك حضرموت بحصتها من تصدير النفط وعدم الموافقة على أن تأخذ ميليشيا الحوثي الحصة الأكبر، وتؤكد أن زيارة العليمي تأتي للضغط من أجل إنجاح خارطة السلام التي يريدها الحوثي بعد تهديده لضرب مطارات وموانئ المملكة العربية السعودية، وأضاف تابعنا البيان الصادر عن مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى ‎اليمن، بشأن الاتفاق على عدة تدابير لخفض التصعيد فيما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي الإرهابية، وفي البيان الكثير من الكلام الفضفاض، لأننا نعلم أن الأزمة يجب أن تشمل حلول اقتصادية واضحة واهمها استئناف عملية تصدير النفط من ميناء الضبة الذي يرفد الميزانية بأكثر من 70%".

"مزاعم العليمي في زيارته الثانية الى حضرموت"

واضاف بازياد في تصريحه: "العليمي سيخلق ذرائع لتواجده في حضرموت متوقع عدم وعي المواطن في حضرموت، ومن ضمن هذا الذرائع القاء بمسؤولين محليين وممثلي المجتمع المدني وافتتاح ملاعب الأندية، هذا كلها ذرائع زائفة والهدف من الزيارة هي توفير الغطاء الآمن لميليشا الحوثي عبر القرارات تمكن هذا الجماعة، وسيرجع العليمي بخفّي حنين مثل من سبقوه وأتو إلى حضرموت من أجل تصدير النفط وإعطاء ميليشيا الحوثي حصة".

"حضرموت ترفض استقدام القوات الشمالية"

الصحفي منير اليزيدي، أشار في تصريح خاص لمنصة حضرموت، إلى أن رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، يسعى لتثبيت كتيبة عسكرية من أبناء الشمال في القصر الجمهوري بمدينة المكلا، في ظل وجود لواء الحرس الرئاسي الأول بقيادة العميد سالم كرامة القرزي، والذي أثبت مدى قدرته وجاهزيته العالية لتنفيذ المهام العسكرية على أكمل وجه، وتابع اليزيدي قائلًا: " ان القصد الحقيقي هو ابقاء تواجد (شمالي) في حضرموت يكون بؤرة ومنطلق نحو تحقيق (احتلال ثانٍ) لساحل حضرموت بعد ان تسلمتها امنيًا وعسكريًا قوات النخبة الحضرمية.
وتابع الصحفي اليزيدي "هذه القوات الوطنية المخلصة لحضرموت والتي تمكنت من تحريرها وتطهيرها من بؤر الإرهاب، واستطاعت خلال فترة وجيزة ان تضع المكلا كأفضل مدينة محرره مستقرة".. وعبّر عن استياءه لمخططات رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في ساحل حضرموت، من خلال استقدام القوات الشمالية، والتي يرفضها رفضًا قاطعًا أبناء حضرموت عامة.

وكان العليمي، قد وصف في زيارته الأولى لمحافظة حضرموت، بأن حضرموت هي قاطرة الدولة، وأعلن أنها ستدير نفسها ماليًا وإداريًا وعسكريًا وأمنيًا، إلا أن هذا التصريح بقي تصريح، ولم ينفذ أي شيء منه، ولم تعطى لحضرموت حتى حقها الذي تستحقه، خصوصًا وأنها تعد المحافظة الأكبر من بين محافظات البلاد، وترفد خزينة الدولة بـ70% من إجمالي الإيرادات، حتى توقفت عملية تصدير النفط، بسبب استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية لميناء الضبة.