تواصل معنا عبر النموذج أدناه:

من صنعاء إلى طهران.. المبعوث الأممي يسعى لضغط دبلوماسي على مشغلي الحوثيين

بعد زيارته الأخيرة إلى صنعاء، معقل مليشيا الحوثي التقى خلال عدد من القيادات ومن بينهم مسجلين على قوائم الإرهاب، ثم توجهه إلى طهران، بات من الواضح أن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، يسعى لتكثيف جهوده الدبلوماسية في محاولة للضغط على المليشيات الحوثية لوقف تصعيدها الحربي وإطلاق سراح المختطفين والمحتجزين العاملين في المجال الإغاثي والبعثات الدبلوماسية من سجونها في صنعاء بهدف تحقيق هدنة حقيقية أو تسوية سياسية شاملة.
    
 زيارة صنعاء:
الزيارة إلى صنعاء كانت محورية في نظر غروندبرغ للتواصل مع قيادات مليشيات الحوثيين، الذين ظلوا متمسكين بفرض شروطهم للحصول على مكاسب سياسية وعسكرية في الداخل اليمني وعلى مستوى المنطقة، هذه الزيارة جاءت في وقت حساس على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وانتهت دون أي بوادر تظهر تراجع الحوثيين عن ممارساتهم العدائية ونهجهم الإرهابي القائم.

التوجه إلى طهران:
بعد صنعاء، كانت زيارة غروندبرغ إلى طهران ضرورية لبحث الملف اليمني مع النظام الإيراني الذي يشكل داعمًا رئيسيًا للحوثيين، إيران تلعب دورًا محوريًا في دعم المليشيا سياسيًا وعسكريًا، ويرى مراقبون، من خلال هذه الزيارة، ان غروندبرغ يسعى إلى الحصول على التزام إيراني لوقف التدخلات العسكرية، خصوصًا في ظل التقارير التي تشير إلى دعم إيران المستمر للحوثيين في مجالات التدريب العسكري وتزويدهم بالأسلحة، وهو ما يزيد من تعقيد المفاوضات.

مخاطبة المشغّلين:
يشير تحرك المبعوث الأممي إلى أن الملف اليمني لن يُحل إلا من خلال الوصول إلى تفاهمات بين اللاعبين الإقليميين والدوليين خاصة إيران، فالمليشيا الحوثي، رغم قدرتها على اتخاذ قرارات ميدانية إرهابية وعشوائية في مناطق سيطرتها، إلا أنها تظل تتأثر بشكل كبير بالدعم والتوجيه من طهران، وعليه فإن التحركات الأخيرة تشير إلى أن المبعوث الأممي غروندبرغ لا يقتصر على التفاوض مع الحوثيين فقط، بل يسعى كذلك للضغط على مشغليهم الإيرانيين لضمان التزامهم بأي اتفاقات أو هدنة.

الآفاق المستقبلية:
مع دخول العام الجديد، يبقى أن نرى ما إذا كانت زيارة غروندبرغ إلى طهران وصنعاء ستثمر عن أي تقدم حقيقي في مسار السلام، حيث تشير التوقعات إلى أن الضغط الدولي على إيران والحوثيين قد يتزايد، خصوصًا في ظل التحركات الدولية المتزايدة، بالتزامن مع الغارات المتكررة على مواقع عدة في مناطق سيطرة المليشيات، فضل عن الأوضاع الإقليمية المتقلبة وتزايد الاهتمام الدولي بحل النزاع اليمني الذي طال أمده، نتيجة ما تسبب به من توترات أمنية في الممرات الدولية الملاحية.

وفي الأخير، تبقى التكهنات حاضرة، والمشهد معتم، ومن الصعب التنبؤ بسرعة التوصل إلى حل دائم، وتراجع طهران عن مخططاتها في المنطقة، والاحتفاظ بما لها من قوة إقليمية بعد سقوط أنظمتها في لبنان وسوريا، ولكن مع ذلك تظل هناك عدة عقبات سياسية وأمنية، قد تؤثر على الجهود الأممية نحو التوصل إلى سلام دائم وشامل في اليمن.