من ميناء عدن الى باب المندب.. كيف أجهضت الأجهزة الأمنية "شحنات الموت" للحوثيين؟
سلسلة من الضربات الأمنية الموجعة، تجرعتها الميليشيات الحوثية براً وبحراً، بعد قطع شرايين تهريب الأسلحة والذخائر للجماعة المدعومة من إيران، بفضل جهود الأجهزة الأمنية اليمنية.
القوات الأمنية وخلال أقل من شهر، نجحت في اعتراض أربع شحنات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات والطائرات المسيرة، التي كانت في طريقها إلى المليشيات الحوثية، وذلك في مناطق حيوية مثل باب المندب وميناء عدن ومحافظة المهرة.
هذه العمليات الناجحة شهدت تنسيقاً بين مختلف الأجهزة العسكرية والاستخباراتية، والتي أسفرت عن اعتقال عدداً من المشتبه بهم الذين كانوا ضمن شبكة تهريب معقدة، تقودها مراكز عسكرية أيرانية.
شحنات الموت في عدن
وكان آخر شحنات الموت هذه، الإثنين، عندما ضبطت السلطات في جمرك المنطقة الحرة بالعاصمة عدن شحنة تحوي أجهزة ومحركات وقطعًا إلكترونية تستخدم في تشغيل الطائرات المُسيّرة وكانت متجهة لمليشيات الحوثي.
الشحنة المضبوطة تضمنت "180 محرك سيرفو ذكي من ثلاثة أنواع مختلفة، تُستخدم في تحريك أجنحة الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى إلقاء المقذوفات، وتعد المحركات جزءًا أساسيًا في تصنيع الطائرات المسيرة، ويمكن استخدامها أيضًا في صناعة الروبوتات".
كما احتوت الشحنة على "ثمانية أنواع من اللوحات والحساسات الإلكترونية، بما في ذلك 1,760 قطعة، تُستخدم في التحكم بحركة المحركات، وتنظيم الطاقة، والاستشعار بالغازات، وتفادي العوائق الجوية المفاجئة،" وتعتبر من أحدث التقنيات العسكرية.
وفي تعليق له "لمنصة حضرموت للصحافة"، أكد مدير عام جمرك المنطقة الحرة في عدن، محسن قحطان، أن ضبط هذه الشحنة قبل دخولها إلى البلاد يعد عملية استراتيجية هامة"، لقطع شرايين التهريب التي تؤثر على الأمن المحلي والإقليمي والعالمي.
نجاحات أمنية في البحر
في 11 و12 يناير الجاري، تلقت مليشيات الحوثي ضربتين موجعتين، عندما تمكنت القوات المشتركة من ضبط شحنتين على متن مركبين في البحر بالقرب من باب المندب.
بيان صادر لقوات العمالقة الجنوبية، "أوضح أن عملية بحرية ناجحة قامت بها "ضمن حملة أمنية مشتركة"، أسفرت عن اعتراض وضبط مركب يحمل كمية كبيرة من المتفجرات والصواعق، بالقرب من مضيق باب المندب، قبل وصولها لجماعة الحوثي في محافظة الحديدة، وشملت الشحنة 3 حاويات تحتوي مواد متفجرة، وفتائل تفجير، تُستخدم في صناعة الطائرات المسيرة والصواريخ والعبوات الناسفة".
فيما كان يقل المركب الثاني، طبقا للبيان،"شحنة ذخائر وقذائف مهربة وجرى ضبطه في ساحل رأس العارة القريب من باب المندب من جهة خليج عدن".
الحملة الأمنية المشتركة، التي يدعمها مجلس القيادة الرئاسي، تواصل جهودها المستمرة في إحباط محاولات الحوثيين لتهريب الأسلحة وخنق خطوط إمدادها، الأمر الذي يعد خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في الوطن والمنطقة.
حصار من كلّ الجهات
في أواخر ديسمبر الماضي، أعلنت الجهات الأمنية عن ضبط كمية من كابلات الألياف البصرية الخاصة بالطائرات المسيرة، في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة، قبل وصولها للحوثيين في ضربة جديدة للمليشيات المدعومة من إيران.
وقالت الجمارك اليمنية في بيان طالعته "منصة حضرموت للصحافة" إنها تمكنت من أفشل عملية تهريب وحدتين من الألياف البصرية التي ينحصر استخدامها في الطيران المسير في أقصى شرقي البلاد".
وتعتبر عملية الضبط هذه، هي الخامسة على مستوى المهرة والتي شهدت ضبط قطع خاصة بعمل الطيران المسير في منفذ شحن وكذا 3975 قطعة غيار خاصة بسلاح كلاشينكوف مخفية في شحنة تجارية بذات المنفذ الحدودي خلال العام الماضي، وفقاً للجمارك اليمنية.
دعم حاسم من التحالف العربي
هذه العمليات الأمنية تعد جزءًا من حملة واسعة تهدف إلى تقليص قدرة الحوثيين على تهديد الأمن الإقليمي، ويُعتقد أن هذه العمليات قد نجحت في شل حركة الحوثيين وحرمانهم من الأسلحة الثقيلة، التي كانت تُستخدم في تصعيد العمليات العسكرية في الداخل اليمني.
التحالف العربي كان له دور بارز في دعم هذه العمليات، حيث ساهم في توفير الدعم اللوجستي والمعلومات الاستخباراتية التي ساعدت في اعتراض الشحنات قبل أن تصل إلى الحوثيين.
وعلى وقع هذه الضربات، حث مراقبون المجلس الرئاسي وقيادة التحالف العربي، لتشكيل غرفة عمليات لمكافحة التهريب الحوثي عبر السواحل المحررة من المهرة شرقا وحتى الحديدة غربا، وذلك لمواصلة قطع الأدرع الإيرانية التي تهدد أمن البلاد والدول المجاورة.