دعوات دولية لحماية البحارة وتأمين البحر الأحمر من خطر ميليشيات الحوثي الإرهابية
في واحدة من أكثر مناطق الملاحة البحرية حيوية وأهمية على مستوى العالم، تتصاعد التهديدات التي تفرضها ميليشيات الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما يعمق المخاوف الدولية بشأن أمن الملاحة واستقرار التجارة العالمية.
فمع استمرار الهجمات الصاروخية واحتجاز البحارة كرهائن، يجد البحارة أنفسهم في مواجهة مخاطر غير مسبوقة تهدد حياتهم وأرزاقهم، هذه التطورات الخطيرة دفعت الاتحاد الدولي لعمال النقل البحري إلى دق ناقوس الخطر، داعيًا إلى تحرك فوري لوقف هذه الأعمال العدائية وتأمين طريق التجارة الدولي الذي يعد شريانًا اقتصاديًا حيويًا يربط بين الشرق والغرب.
-هجمات تهدد الملاحة الدولية
دعا الاتحاد الدولي لعمال النقل البحري الحوثيين في اليمن إلى وقف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، والإفراج عن البحارة المحتجزين كرهائن، مشددًا على خطورة استمرار هذه الأعمال العدائية على الملاحة الدولية.
وفي تصريح للأمين العام للاتحاد ستيفن كوتون، قال: "أن البحارة العاملين في هذه المياه يتحملون مخاطر غير مقبولة منذ فترة طويلة جدًا"، محذرًا من أن الهجوم الصاروخي على السفينة "الثقة الحقيقية" يُعد تذكيرًا مؤلمًا بأن الوعود وحدها لا تحمي الأرواح.
-احتجاز السفن والبحارة وانتهاك للسلامة البحرية
يستمر الحوثيين في احتجاز طاقم السفينة جالكسي ليدر التي تم الاستيلاء عليها في نوفمبر 2023، وسط دعوات دولية لإطلاق سراحهم فورًا ودون قيد أو شرط.. وفي هذا السياق قال رئيس قسم البحارة في الاتحاد الدولي للنقل البحري ديفيد هيندل: "إن سلامة البحارة المختطفين يجب أن تكون أولوية"، وأضاف أن هذه الأعمال تهدد بشكل مباشر استقرار قطاع النقل البحري في واحدة من أهم طرق التجارة العالمية.
-مخاطر مستمرة على طريق التجارة في البحر الأحمر
حذرت مصادر في الصناعة البحرية من أن البحر الأحمر وخليج عدن سيظلان "منطقة خطرة" على المدى القريب إذا استمرت هذه الهجمات.. ودعا الاتحاد الدولي للنقل البحري شركات الشحن والمستأجرين إلى تحويل مسارات السفن بعيدًا عن مناطق الخطر، مؤكدًا على ضرورة إعطاء الأولوية لسلامة البحارة وعدم التضحية برفاهيتهم لأسباب تجارية.
-حلول دولية مؤقتة ودعوات لحل دائم
شدد الاتحاد الدولي لعمال النقل على أهمية التعاون مع الحكومات وأصحاب المصلحة في الصناعة للتوصل إلى حل دائم، ودعا في هذا الجانب إلى وضع ضمانات ملموسة وقابلة للتحقق لضمان مرور آمن للسفن عبر البحر الأحمر، مطالبًا الحوثيين بالالتزام الفوري بوقف الأعمال العدائية لضمان استقرار الملاحة البحرية.
-أبعاد التهديد الحوثي للملاحة الدولية
ويرى مراقبون أن الهجمات الحوثية على السفن التجارية واستهداف خط الملاحة في البحر الأحمر تُمثل تهديدًا مباشرًا للأمن البحري العالمي والاقتصاد الدولي، حيث أن هذا الممر يعد شريانًا حيويًا يربط بين الأسواق الأوروبية والآسيوية، وأي اضطراب فيه يرفع تكاليف النقل البحري ويُهدد إمدادات الطاقة والغذاء عالميًا، ويعكس استمرار هذه الأعمال محاولات الحوثيين فرض نفوذهم الإقليمي، مما يستدعي استجابة دولية حازمة لضمان أمن الملاحة.
وعلى الرغم من الدعوات الدولية، فإن غياب الحلول السياسية قد يُبقي البحر الأحمر نقطة توتر دائمة، مما يستدعي تعزيز الجهود المشتركة بين الحكومات والمؤسسات الدولية لضمان سلامة البحارة واستقرار التجارة الدولية.