لتثبيت مكانتها على خارطة التأثير الإقليمي والدولي.. حراك سياسي وخدمي لحضرموت في الرياض

في ظل تسارع الأحداث السياسية والاقتصادية إقليميًا وعالميًا، يقود محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي حراكًا سياسيًا وخدميًا نشطًا في عاصمة القرار العربي الرياض، يهدف إلى تثبيت مكانة حضرموت على خارطة التأثير الإقليمي والدولي، وانتشال المحافظة من واقعها الخدمي المتعثر، وتعزيز الاستقرار الأمني الذي يُعد من أبرز إنجازاتها خلال السنوات الأخيرة.
الأهمية السياسية والاستراتيجية للحراك في الرياض
وجود محافظ حضرموت في الرياض – العاصمة السياسية الأهم في المنطقة العربية - يمثل نقطة تحول في التعامل مع ملفات حضرموت بوصفها محافظة محورية في مستقبل الوطن، فاللقاءات الرسمية، ومن ضمنها اللقاء مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية والسفير الإماراتي لدى اليمن محمد الزعابي، تأتي في سياق تحركات دبلوماسية تهدف إلى، إعادة تثبيت حضرموت في قلب النقاشات الإقليمية حول مستقبل اليمن، بما في ذلك جهود السلام، وتوزيع الموارد، وإعادة بناء الدولة.
اللقاءات تهدف كذلك للتأكيد على موقف حضرموت الداعم للشرعية الدستورية، ورفض انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران، بما يعزز من اصطفافها مع التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وكذا استثمار العلاقات مع الفاعلين الإقليميين لتمرير ملفات حضرموت التنموية والخدمية، وربطها مباشرة بصناع القرار في التحالف، ما يزيد من فرص التمويل والدعم المستدام.
توظيف اللحظة الإقليمية لتعزيز الحضور الحضرمي
في خضم التغيّرات العالمية، فإن الدول تسعى لإعادة رسم تحالفاتها وتقوية مواقعها في مناطق النفوذ، واستغلال هذه اللحظة من قبل قيادة حضرموت يعد خطوة ذكية، لأن المجتمع الدولي يولي اهتمامًا متزايدًا بمسارات الاستقرار في اليمن، ويعيد التحالف العربي هيكلة أولوياته في الملف اليمني، ويركز على المناطق القابلة للتنمية المستدامة، وحضرموت بثرواتها وموقعها الجغرافي وهدوئها الأمني، تمتلك فرصة نادرة لتصبح مركزًا اقتصاديًا وأمنيًا محوريًا في الوطن الجديد.
البُعد الخدمي والتنموي في الحراك
أبرز ما ميّز حراك المحافظ بن ماضي هو البعد الخدمي الواقعي، حيث تم إدراج احتياجات حضرموت الملحة ضمن أولويات برنامج إعادة الإعمار، عبر اجتماعات مباشرة وموسعة شملت ملفات، الكهرباء حيث تمت النقاش مع وزير الكهرباء وقيادة البرنامج السعودي حول حلول عاجلة لصيف 2025 ، إضافة إلى مشاريع استراتيجية في إنتاج الغاز والطاقة المستقرة، وكذلك التعليم العالي، باتفاقات لبناء وتجهيز 4 كليات جديدة في جامعتي حضرموت وسيئون، بما يعكس توجهًا نوعيًا نحو تطوير التعليم والتخصصات الحديثة التي تواكب سوق العمل، والتأكيد على أن المشاريع المستدامة تأتي ضمن خطة متكاملة لرفع كفاءة المرافق العامة في المحافظة.
دعم الاستقرار الأمني والحفاظ عليه
لطالما أشاد المحافظ بالدور الفعال للتحالف في تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة، وهو إنجاز مضى عليه تسع سنوات ويُعد نموذجًا ناجحًا في الحرب على الإرهاب، وكون الحراك في الرياض يعزز من استمرار الدعم العسكري والأمني من التحالف، وضمان استقرار أمني يُشجّع على الاستثمار والتنمية، وتثبيت حضرموت كنموذج ناجح للاستقرار في اليمن.
حضرموت ومكانتها المستقبلية
ما يُميز هذا الحراك أنه لا يقتصر على ردود الأفعال، إذ يعتمد على رؤية استباقية تهدف إلى تأكيد استقلالية القرار المحلي ضمن إطار الشرعية، وتحويل حضرموت إلى مركز استقرار سياسي واقتصادي في الجنوب والشرق اليمني، وتعزيز العلاقات مع القوى الإقليمية كالسعودية والإمارات، بما يحقق مصالح حضرموت وشعبها على المدى الطويل، وحراك محافظ حضرموت في الرياض يعد اليوم استثمار ذكي للفرص الإقليمية من أجل تثبيت حضور حضرموت السياسي، وتأمين مستقبلها التنموي والخدمي، وتعزيز استقرارها الأمني، وفي ظل السياق العالمي المتحوّل، فإن مواصلة هذا النوع من الحراك المنظم والديناميكي يمثل فرصة استراتيجية لحضرموت لحجز مكانتها المستحقة في المعادلة الوطنية والإقليمية.