تواصل معنا عبر النموذج أدناه:

أبناء دوعن في وقفتهم الثانية: نناشد المحافظ بن ماضي بالعودة للوطن وإنقاذ المديرية من أزماتها المتراكمة

وسط أجواء صيفيةٍ حارّة وتحت أشعة الشمس اللاهبة، احتشد مئات من أبناء وادي دوعن، يوم الأحد 20 يوليو 2025م، أمام مبنى السلطة المحلية بدوعن في وقفة احتجاجية سلمية طال انتظارها. انطلقت المسيرات رفعت اللافتات المؤرخة باللونين الأسود والأبيض، وتردّد النداء الموحد “حل جذري الآن!” بين صفوف المشاركين، منددين باستمرار انقطاع الكهرباء لأكثر من عشرين ساعة يومياً، وبالحالة المزرية لشبكات المياه وخلو بعض القرى من تغطية الاتصالات.

في طقسٍ أشبه بمسرحية الواقع، تذكّر المحتجون مجدداً مسرحية “البندر” التي انتقدت إدارة المدير العام بانخر، فيما شدّدوا على أن مأساتهم لا تقف عند حدود التمثيل المسرحي، بل تمتد إلى أعطال الأجهزة المنزلية جراء تيار ضعيف لا يتجاوز ساعات معدودات، إلى جانب جفاف الحنفيات في الحقائب السكانية وغياب الاتصالات المحمولة منذ سنواتٍ ثلاثة. لم يفت السكان استحضار معاناتهم المتراكمة منذ سيول 2008 التي جرفت النخيل وأشجار السدر، وأضعفت إنتاج التمر والعسل الذي كان يوصف بـ«ذهب الوادي».

وجاءت الوقفة وفق البيان الصادر عن المشاركين لتجديد تفويض اللجنة المفوضة بمتابعة مطالبهم أمام محافظ حضرموت، متعهدين بدعم كل خطوةٍ قانونية وسلمية تتخذ لاستعادة أبسط حقوقهم. وحذّر منظمو الوقفة من إقامة اعتصام ثالث أمام مقر “مواطير الأهرام” في حال استمرار تشغيلها رغم تكلفتها الباهظة وضعف أدائها، مؤكدين أن البديل الدائم يكمن في الربط بالكهرباء الغازية لوادي حضرموت.

وفي لفتة سياسيةٍ لافتة، طالب المحتجون في فقرةٍ خاصة من بيانهم محافظ المحافظة، الأستاذ مبخوت بن ماضي، بالعودة إلى أرض الوطن “للنظر في معاناتنا عن كثب”، ووضع حلول جذرية تنهي أزمة الكهرباء والمياه والاتصالات بشكلٍ عاجل، وانهاء احتكار تمويل الديزل من قبل الجماعات التي يتراسها الشيخ عمرو بن حبريش التي فاقمت الازمة في عموم المحافظة . وطالبوا كذلك بفتح قنوات اتصالٍ مباشرة مع السلطة المحلية لعرض خريطةٍ واضحة للمشاريع المزمع تنفيذها، وتحديد جداول زمنية ملزمة لسداد مديونية الديزل وتشغيل أبراج الاتصالات.

اختتمت الوقفة بدعوة عامة لأبناء دوعن في الداخل والخارج للانضمام إلى هذا الحراك السلمي، رافعين شعاراتٍ توحّدت حول كلمة واحدة: “وادي العسل لا يحتمل المزيد من الإهمال”. وأعرب المشاركون عن أملهم أن تكون هذه الوقفة الشرارة التي تضغط على صانعي القرار لتصحيح مسار الخدمات، وإعادة الاعتبار لدوعن وأبنائها الذين حقّ لهم العيش بكرامة واستقرار.