تواصل معنا عبر النموذج أدناه:

دار الأحداث بفلك.. عودة الرعاية بعد سنوات الإغلاق

بعد سنوات من الإغلاق الذي فرضته الظروف الأمنية إبان سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي على مدينة المكلا، استعادت دار الأحداث بمنطقة فلك، أنفاسها من جديد لتفتح أبوابها أمام الأطفال لحمايتهم من ظروف الخطر والانحراف، وافتتاح يمثل استعادة لمنظومة رعاية طال انتظارها، وسط تحديات مركبة واحتياجات إنسانية متزايدة.

منذ العام 2015 توقفت دار الأحداث عن العمل، تاركة فراغ مؤلم في منظومة الرعاية الاجتماعية، حيث زج أطفال في قضايا بسيطة بالسجون لغياب مأوى مناسب، وإعادة فتح الدار لم تكن خطوة بسيطة، بل نتاج عمل مشترك بين السلطة المحلية بحضرموت ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالساحل ومنظمات محلية ودولية.

جهود إعادة التأهيل وفتح الأبواب
في تصريح خاص لمنصة حضرموت للصحافة، أكد المدير العام لمكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بساحل حضرموت الأستاذ أحمد باظروس، أن المكتب بذل جهودًا كبيرة في إعادة تأهيل دار الأحداث، شملت ترميم وصيانة أقسامها وتزويدها بالاحتياجات اللازمة، بدعم ومساندة منظمات المجتمع المدني.
وأوضح باظروس أن دار الأحداث أصبحت جاهزة لاستقبال الأطفال عبر إدارة الأمن والمحكمة العمالية، مشيرًا إلى أن الدار تستقبل حاليًا عددًا من الأحداث الذين تم تحويلهم إليها، ولفت إلى أن الدار تم اعتمادها لتغطية محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى.
وأضاف في حديثه: "السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، ممثلة بالأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي محافظ المحافظة، كان لها دور كبير في إعادة افتتاح الدار من خلال اعتماد ميزانية تشغيلية خاصة، ساهمت في تجهيز الكادر الوظيفي وتدريبهم عبر دورات متخصصة لتطوير قدراتهم في التعامل مع الأطفال، وهو ما سيكون له الأثر الأكبر في إصلاحهم وإعادة دمجهم في المجتمع".
وأشار باظروس إلى الدور الكبير الذي لعبه السلك القضائي في إعادة تشغيل الدار، موجهًا الشكر بشكل خاص للقاضية فائزة بن حمدين، رئيسة محكمة الأحداث الابتدائية، على جهودها في حلحلة الكثير من الإشكالات التي واجهت عملية الترتيبات القانونية والإدارية، واعتماد الوضع القانوني للدار.
وفي ختام تصريحه، أعرب مدير عام الشؤون الاجتماعية والعمل عن شكره وتقديره لمحافظ حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي ومنظمات المجتمع المدني التي ساهمت في إعادة افتتاح الدار.. وجدد التأكيد على أن المكتب لديه تصورات ورؤية مستقبلية لتطوير الدار وتدشين مشاريع تستهدف الأطفال المقيمين فيها، آملاً أن تتحسن أوضاع البلاد ليكون العمل أكثر سرعة وفعالية لخدمة هذه الشريحة المهمة.

ارتياح مجتمعي
الكثير أعربوا عن ارتياحهم من إعادة فتح الدار، وقالوا: "أن ذلك لم يكن خيارا بل واجبًا أخلاقيًا تجاه أطفال فقدوا أبسط حقوقهم في الأمان، ومعالجة اخطائهم وتوجيههم نحو الطريق الصحيح، من خلال تأهيلهم وتقليل احتمالية عودتهم إلى ارتكاب الجرائم، ليكونوا أفراداً صالحين في المجتمع.

حين تنتصر الرعاية
عودة دار الأحداث بفلك للعمل ليست مجرد إعادة فتح مبنى، بل استعادة لجزء مهم من منظومة الرعاية الاجتماعية في حضرموت، وخطوة تعكس إرادة الجهات الحكومية والمجتمع في رفض أن يترك الأطفال فريسة الضياع، بعدم وجود الملاذ الآمن لهم، ومكانًا لإعادة بناء الثقة والأمل بعيدًا عن السجون وظروف الانحراف، ومع ذلك، تواجه الدار تحديات كبيرة تتطلب تضافر جهود الجميع لتجاوزها.