تواصل معنا عبر النموذج أدناه:

خريف حجر 2025.. موسم فرح وخير

مع حلول خريف حجر 2025، اكتست المديرية بحلة من الألوان والأنغام والروائح التي تميز هذا الفصل عن غيره، تنفست الأرض عبير المواسم، واجتمع الناس على حب المكان، في مشهد يجمع بين جمال الطبيعة ودفء العلاقات الاجتماعية، وانتعاش حركة الاقتصاد.

مهرجان يليق بحجر
شهد خريف حجر هذا العام 2025 استمرار أجوائه المميزة للعام الثاني على التوالي، حيث نجح شباب من أبناء المديرية، وبدعم من السلطة المحلية، في تنظيم مهرجان يليق بتاريخ المنطقة وتراثها.. تزينت ساحات المهرجان بالزوامل والرقصات الشعبية والكرنفالات التي أضفت روح الفرح على الحاضرين، حتى أن الإقبال الكبير دفع اللجنة المنظمة إلى تمديد الفعاليات ليوم إضافي حتى مساء الجمعة، بعدما كان من المقرر أن تختتم يوم الخميس.

فرح الناس البسيط
ملامح الفرح التي ارتسمت على وجوه الناس كانت لافتة؛ فقد أعاد المهرجان البهجة إلى حجر بعد سنوات طويلة من الغياب، لم يكن الحدث مجرد ترفيه، بل فتح أبواب الرزق لكثير من المزارعين والحرفيين الذين عرضوا منتجاتهم، إلى جانب الباعة المنتشرين في السوق، تحول المكان إلى نقطة التقاء للأقارب والأصدقاء، وأصبح ساحة لاستعادة الذكريات ولمّ الشمل بعد فترات طويلة من الانقطاع.

تراث يحكي الحاضر
في أروقة المهرجان، برزت معروضات تراثية وأثرية، إضافة إلى معرض صور وثق ملامح الماضي وامتداداته إلى الحاضر، وفي اليوم الثاني، شهدت المديرية تدفق أعداد كبيرة من الزوار من مختلف المديريات المجاورة، ما جعل قرار التمديد أمرًا ضروريًا لإتاحة الفرصة للجميع للاستمتاع بالفعالية، ورغم محدودية الدعم، إلا أن المهرجان حقق نجاحًا واضحًا، وأضفى حيوية اقتصادية وتجارية على المديرية.

انطباع الزوار والأهالي
قال يسلم عوض أحد أبناء مديرية حجر لمنصة حضرموت، إن مهرجان خريف حجر السنوي أثبت نجاحه للعام الثاني بفضل جهود شباب المديرية ودعم السلطة المحلية، مشيرًا إلى أن المهرجان أضفى أجواء من البهجة وأسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية رغم محدودية الإمكانيات.. فيما عبّر الزائر أحمد خميس عن فرحته بلقاء وجوه غابت عنه لسنوات وسط زحام المهرجان، واصفًا السوق بأنه عالم من السحر والحنين يعج بالحرفيين والبائعين وتفاصيل تعبّر عن روح المكان.

موسم التمر والرطب
ومع انطلاق موسم الخريف، يدخل المزارعون في حجر مرحلة خاصة من العام تتعلق بمحصول التمور، تبدأ الحكاية من ثمرة "البسر" الخضراء التي تُقطف من النخيل، مرورًا بمرحلة "الفضح" ذات اللون الأحمر، وصولًا إلى "الرطب" الذي يمثل اكتمال النضج، قبل أن يتحول التمر إلى صورته النهائية.. في هذه الفترة، تعج الأسواق بالتمور التي تشق طريقها يوميًا إلى مدينة المكلا وإلى المديريات والمناطق التي تخلو من النخيل، بل وحتى إلى محافظات أخرى.

شريان حياة للمزارعين
هذا الموسم يمثل شريان حياة للمزارعين وأسرهم، إذ يوفر لهم مصدر دخل أساسي ويساعد في تحسين أوضاعهم المعيشية.. ومن الجميل أن يقترن موسم الخريف بإقامة مهرجان سنوي يحافظ على الموروث الشعبي، ويعزز النشاط التجاري، ويعيد إحياء الروابط الاجتماعية بين أبناء المديرية، ورغم الحاجة الملحة لتحسين الخدمات العامة من كهرباء ومياه وطرقات وصحة وتعليم، فإن حجر تظل منطقة غنية بتراثها ومواردها، وتستحق مزيدًا من الاهتمام والرعاية لتبقى نابضة بالحياة عامًا بعد عام.