تواصل معنا عبر النموذج أدناه:

استراتيجيات حضرموت لمواجهة تحديات المناخ

تواصل حضرموت تنفيذ استراتيجية شاملة متعددة المحاور لمواجهة التغيرات المناخية، ترتكز على رفع الوعي البيئي، وتطبيق الحلول المستدامة، وبناء القدرات المحلية، في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات متزايدة تهدد مختلف القطاعات الحيوية.

 

وأطلقت الهيئة العامة لحماية البيئة بساحل حضرموت سلسلة من الحملات التوعوية تحت شعارات لافتة مثل “تغير المناخ يعني تغير في أنماط الحياة”، مصحوبة بعروض أفلام وثائقية مثل “أسرار موسم البلدة”، لتعريف المجتمع المحلي بأهمية مواجهة التغيرات المناخية وحماية التنوع البيولوجي، كما نُظمت ورش تعريفية تستهدف إدماج أنشطة التعليم البيئي في المدارس، وتدريب الشباب والمعلمين على نشر مفاهيم الاستدامة، بما يضمن تهيئة الأجيال القادمة للتفاعل مع التحديات البيئية.

 

الرصد البيئي وحماية التنوع الحيوي

تضطلع الهيئة العامة لحماية البيئة بدور محوري في تنفيذ حملات تفتيش بيئية دورية وتقييم الأثر البيئي للمشروعات، إلى جانب إدارة المحميات الطبيعية وحماية النظم البيئية لتعزيز قدرة المنطقة على مواجهة الظواهر المناخية المتطرفة، وتعقد الهيئة اجتماعات مع شركائها لمناقشة مشاريع استراتيجية مثل إنشاء مركز لمعالجة وتدوير المخلفات وتوليد الطاقة، بما يسهم في إدارة الموارد بكفاءة وإنتاج طاقة نظيفة.

 

دورات تدريبية وورش متخصصة

في إطار تعزيز القدرات المؤسسية، دشن وكيل محافظة حضرموت للشؤون الفنية، المهندس أمين سعيد بارزيق، بالمكلا، الدورة التدريبية الخاصة بجمع بيانات خسائر وأضرار الكوارث على نظام (DesInventar - Sendai)، بمشاركة ممثلين عن الجهات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني، وبالشراكة مع منتدى التنمية السياسية ومنظمة بيرجهوف الألمانية، حيث أكد الوكيل بارزيق أهمية الدورة في ظل تزايد التأثيرات المناخية، مشيداً بجهود الهيئة العامة لحماية البيئة في إدخال التقنيات الحديثة لإدارة مخاطر الكوارث.

 

المدير العام لفرع الهيئة العامة لحماية البيئة بساحل حضرموت المهندسة نجوى بن زيدان، أوضحت أن الدورة تمثل خطوة مهمة نحو مواكبة التطورات التقنية وتعزيز القدرة على التنبؤ بالأزمات البيئية.

 

واستعرض المهندس جميل عبده سعيد، المدير العام للطوارئ البيئية، الأسس العلمية والتقنية للنظام، مبيناً أن توثيق البيانات عبر (DesInventar) سيساعد على تحديد المناطق الأكثر تضرراً، وتحسين أدوات تقييم المخاطر، ودعم إعداد التقارير المرتبطة بإطار سنداي وأهداف التنمية المستدامة.

 

التخطيط الحساس للقضايا البيئية

كما شهدت المكلا ورشة العمل الخاصة بالتخطيط الحساس للقضايا البيئية، بتمويل من منظمة بيرجهوف ومنتدى التنمية السياسية، وأكدت المهندسة نجوى بن زيدان في ختام الورشة أهمية إدماج الاعتبارات البيئية في الخطط التنموية، فيما استعرض المهندس فهمي بن شبراق، مستشار التغيرات المناخية بوزارة المياه والبيئة، أبرز التحديات البيئية في حضرموت، وآليات التكيف مع المناخ في التخطيط التنموي، مع تحديد الفئات الأكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية.

 

تحديات قائمة وحاجة للدعم

رغم التقدم الملحوظ في رفع الوعي وكفاءة إدارة الموارد المائية، لا تزال حضرموت تواجه تحديات كبيرة، أبرزها ضعف البنية التحتية لأجهزة الرصد والإنذار المبكر، وتأثير التغير المناخي على القطاع الزراعي، إلى جانب محدودية الإمكانيات المادية والفنية، وتُظهر هذه الجهود التزام حضرموت بخوض معركة التكيف مع التغيرات المناخية عبر مزيج من المبادرات التوعوية والمشاريع العملية، بقيادة الهيئة العامة لحماية البيئة وشركائها، مع الحاجة الماسة لتعزيز البنية التحتية والدعم التقني والمالي لضمان استجابة فعالة ومستدامة للتحديات البيئية المتسارعة.