لماذا لم تلتفت الجهات المعنية لمطالب المعلمين الحقوقية حتى الساعة ؟!
بداهةً لولا أن المعلمين بطبيعتهم عقلاء وقدوة لغيرهم قبل أنفسهم ، وعبر مسارات التاريخ هم صفوة المجتمعات كلها وقادتها الحقيقيون وإن كانوا جنوداً مجهولين في أوساط شعوبهم ، ولا يدفعهم في الغالب أي مكون سياسي بشكل عام وبصورة أخص في نسيجنا الحضرمي المسالم والمجرِّب لكل مجرَّب ، ومطالبهم حقوقية بحتة ، نقولها متأسفين لحدث ما يعكر صفو هذا المجتمع المنهك والمتهالك في مجالات الحياة كلها ..
هم يعلمون أن الجوع كافر ولكنهم يختبرون صبر صفوة المجتمع ، ولا يدركون عواقب هذا التطنيش الارتدادية ذات الأبعاد السيئة على الجميع.
ولكن إذا بدأ التصعيد من المهمشين أنفسهم والمتمسكين بحقهم الشرعي والقانوني ، والذي نحاول تحجيمه بقدر المستطاع ، ونحن على مشارف الشهر الكريم ، فلن تجدي بعد ذلك أساليب الصمت المخزي ومآلاته ، ولن تكون هناك أية ردود فعل للأسف مقبولة ومحمودة منتظرة ، من قبلنا كلجنة منتخبة ممثلة لهم جميعاً ، فوتيرة هذا التصعيد تزداد يوماً بعد الآخر ، والله المستعان .
البوادر للأسف لا تبشر بخير وحجم الأزمة وإفرازاتها أكبر مما يتصور أصحاب القرار .
المصيبة عندما يأتيك واحد من هؤلاء محدودي الثقافة والفكر ليقول لك أن ما تقومون به حق قانوني يضر بمستقبل أولادنا ! .. ويتناسون أن أولادهم من سنين خلت كانوا أمانة عندنا نشكلهم ونعدهم للمستقبل بالمنهجية نفسها التي نطالب بها للعيش الكريم ، مصيبة الكيل بمكيالين وإدعاء أن الحق باطل أعظم بكثير من البحث في جوهر المشكلة وطرق علاجها الصحيحة ..
ويا ليت قومي يعلمون بحجم الكارثة وعمقها ، وتكون لهم كلمة مسموعة تحافظ على ما تبقى من ذرة كرامة لمن علموهم ورفعوا عن كاهلهم رداء الجهل والتخلف والتبعية البغيضة في يوم من الأيام .
وإن غداً لناظره قريب ..