معلمٌ مظلوم .. و ( رواتب ) أصابها الوَهَن ..!!
لم يكدْ يمرّ الشهر السابق ويدخل الذي يليه إلا وتزايدت معه احتياجات المعلمين التي تختص برمضان وما كان سيليه من مواسم العيد السعيد .. فكان أولئك المساكين في لهفة شديدة منتظرين صرف راتب شهر ( فبراير ) أن ينزل .. وليته ما نزل ..!!
اليوم تفاجأ كثير من المعلمين بخصم مبلغ الورقة الثانية التي كانت تمثل الحافز البسيط الذي كان يرفدهم بشيء قليل لا يُكاد يُذكر فيما يعانونه من غلاء متواصل وارتفاع مطّرد في تكاليف العيش وتهاوي قيمة العملة المحلية مقابل الدولار ..
إذا علمنا أنهم يقتصرون في حيواتهم على الاحتياجات الأساسية .. فلا مجال للترفيات والكماليات في حياتهم .. لقد نسوها منذ زمن طويل ..!!
البعض خُصم من ( مجموع ) راتبه ما يساوي الربع أو أكثر بقليل ( على سبيل المثال من كان يستلم 69 ألفاً استلم 51 ألفاً بنقص يعادل 18 ألفاً ) .. منهم من خصم عليه كذلك من 15 ـ 20 ألف ريال في أوقات كان يأمل فيها المعلمون أن ينالوا شيئاً من حقوقهم المغتصبة ..!!
أياً كانت المقاصد التي مورس من أجلها هذا الإجراء الظالم فهي خيبة أليمة ونهشة متوحشة أصابت شغاف قلوبهم .. إن علمنا أن المعلمين والتربويين كافة قد استبشروا خيراً بعد أن قابلت السلطة المحلية اللجان والنقابات في الوادي ثم في الساحل ..
وأملوا خيراً من ذلك اللقاء الذي وُصف بـ ( الإيجابي ) لتأتيهم هذه الطعنة النجلاء وتبعثر ما بقي في نفوسهم من أمل في أن يُكرموا ويعَزّوا بإعادة شيء قليل من حقوقهم الضائعة .. فيا خيبة الأمل ..!!
يستشعر الآن كل معلم وتربوي بعظم الاهانة والاستحقار الذي نالهم من السلطة المحلية أيّاً كانت المعاذير والمببرات التي يمكن أن يسوّقونها في قابل الأيام .. فكان الأَولى أن يُخطروا بهذه الإجراءات قبل أن تفاجئَهم الراوتب بنقصها الفظيع فيصيبهم الهمّ والحزن في أيام فاضلة كان الأجدر فيها أن يُبشروا بما يسعد قلوبهم الحزينة وخواطرهم الكسيرة ..!!
هل يتأبطون خيراً وهذا فعلهم ..؟!! وهل تُراهم يملكون نوايا حسنة ويضمرون الإحسان من وراء هذه الأفاعيل المنكرة .. ؟!! .. وهل نرجو منهم أي شيء وهم لم يخافوا الله في هؤلاء الفقراء المعوزّين في شهر رمضان الذي تسري فيه نسائم الرحمات وتُصفّد فيه مردة الشياطين والأشرار ما عدا أشرار بني الإنسان الذين ربما بلغوا من الشر ما يتخطى شر الشياطين والأبالسة عياذاً بالله ..!!
وربّ الكعبة فإن المعلمين والتربويين كافة سيثبتون ويصمدون مهما نالهم من الأذى والنكران .. وهم أقوياء بلجنتهم التي لن تمرر هذه الإهانة المدوّية .. وسينتصرون على من يتمادى في النيل من كرامتهم.
•••