إين العرب وإين إسرائيل .. !!

يطرح السؤال نفسه بشكل دائم والإجابات لا تبعد متراً من السطحية والأعتياد في وضعها بنمط متواتر ومع أشتداد التوتر الإسرائيلي الفلسطيني يزاد الإهتمام بكل المتعلقات بهذا الصراع السياسي والديني في مقام ثان وإن أخذنا مبادرة الجواب بشكله الواسع قد يسبب إرباكاً لصعوبة ضغط المحتوى من جانب وعدم اتساق الأمر كموضوع خفيف في جريدة اسبوعية لها الملخص والمضمون ..
- أولاً إين واشنطن بين هؤلاء:
إسرائيل دولة بمساحة صغيرة بتعداد سكاني أصغر إلا انها دولة يفرضها الوقت وتعززها السياسة ويغذيها الإقتصاد وتحركها المصلحة متحوله من تعهد بريطاني وإلى مشروع قومي أمريكي حتى يكون حضور واشنطن ديمومي في الشرق دون ان يقتصر حضورها لوقت الحاجة او ضرورات الإحتياج.
هي دولة يهودية في ظاهرها علمانية في باطنها مؤسسيها يساريين في اقصاه يقودها يهود العالم بالنفوذ والمال ولو الأمر يآخذ منحى ديني بالإعلام لجمع شتات اليهود إلا انها مشروع سياسي بحت وجدت الولايات المتحدة مبتغاها فيه فالوئام الذي جمع الدولتين لم يكن مرسوماً في البداية بقدر الصدفة التي جمعتهم على ملتقى طريق المصالح المتبادلة مع بزوغ فجر الحرب الباردة وبالتالي وجدت واشنطن في تل أبيب ما نحن نسلم به بأنه حليف متعب ومشاكس لكنه حليف قادر، يستطيع أن يعتمد على نفسه في تحقيق مطالبه و مطالب أصدقائه معتمداً بشكل كبير على نفوذه وهذا يضعنا على حافة جواب إين العرب فالنظرة الأمريكية للعرب بأنهم أصدقاء، لكنهم ليسوا حلفاء. ونحن نسلم أنهم بالنسبة لواشنطن صديق طيب ومريح لكنه صديق لا يستطيع أن يعتمد على نفسه في تحقيق مطالبه ويطلب من غيره أن يحققها له.
وهذا يضعنا في قوقعة الجواب بأن العرب في نظر الدول المنتجة هي سوق إستهلاكي مثالي لكل شئ تقريباً بقاؤه حياً فقط ضرورة لتحريك عجلات اقتصادهم لأن حياة العرب على درجة اعلى من القوة كفيل لوضع المسن امام تلك العجلات.
- ثانيا إين الكل من حرب السابع من أكتوبر :
لم تتخذ الدول العربية إي دوراً إيجابياً في حرب غزة الأخيرة في اقسى محنه عاشها الفلسطينين منذ نكبة 48م وإن إستثنينا قطر قليلاً لكن على أقل تقدير هذا التعميم محمود في نظري فلا وقت للمزايدات العربية التي تدرس في كتب صف السادس إبتدائي..
وقفت انظمة الغرب كلها صفاً واحداً عسكرياً وسياسياً مع إسرائيل وإن تباينت قليلاً المواقف لاحقاً على النقيض كانت هناك أنظمة العربية مستميته في تصفيه معركتها السياسية مع حركة حماس إلى ان اختزلت القضية برمتها في حماس دون وضع حدوداً مستثناه او ظروفاً قاهرة تخرجهم عن سياق المعتاد .. تصلب غريب في المواقف وإن لم يبدو ظاهراً في بعضه إلا ان الأبواق الإعلامية كانت مرآه كفيلة لعكس الإرادات السياسية واهدافها هذا جعل الساحة مفتوحة لإيران وحلفاؤها بالمنطقة الذين التقطوا العبث السياسي العربي من المسافة صفر وهدموا في 70 يوم فقط ما حاولت الأنظمة العربية خلال عقدين بناؤه في مواجهة المد الإيراني .. حتى حانت لحظة الإدراك الذهني للجمهور العربي بأن هناك فعلاً من يحارب إسرائيل وهناك من يركض نحوها.. !!
سيبقى بين الصهاينة والعرب خط عريض ملئ بالصراعات الدامية التي يصعب إن تضمدها مكاتب رعاية المصالح او تشفيها تطبيع للعلاقات وجيل آخر قادم كان شاهداً بكل الوسائل على أفجع الجرائم الإنسانية وإن القتال قتال وجود لا قتال حدود بعد عقد من الزمن لمحاولات التجميل الفاشلة للنظام الإسرائيلي لمسار السلام والذي تبين بعد 7 أكتوبر انه مسار دمار.
أخيراً ستنتهي هذه الحرب التي فقدت فيها غزة ما يزيد عن عشرين ألف شهيد من خيرة ابنائها ليسجل التاريخ في صفحاته السوداء كيف اختلفوا العرب يوماً على صحة أكبر القضايا عدالة بالتاريخ المعاصر وكيف مارسوا على سبيل الخطأ والانتقام السياسة حتى صنعوا نموذجاً حياً لمقولة السياسة مستنقعاً من النجاسة.
وليبقى السؤال مطروحاً إين سيكون كل من العرب و إسرائيل بعد كل ذلك في نظركم ..؟