( فرسان المنابر ) علماء الشريعة والدعاة والخطباء .. وقفات عزّ وشهامة تتضامن مع معاناة المعلمين ..
تقرير يرصد أبرز محطات التضامن التي تطرق إليها الدعاة والخطباء خلال الجُمَع وخطب مصليات عيد الفطر المبارك.
بكلمات قوية وحرّة .. ومواقف ثابتة وراسخة .. ضجّت منابر الحق وصدعت مجلجلة في الجُمع والأعياد بمناطق عديدة في أرجاء محافظة حضرموت ساحلاً ووادياً وصحراء وهضبة ..
فخلال الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك وصلاة عيد الفطر السعيد هذا اليوم أبى هؤلاء الدعاة والخطباء إلا أن يُثبتوا مواقفهم المشرّفة من خلال كلماتهم الصلبة والمناصرة لشريحة المعلمين عامة؛ والمتعاقدين منهم بوجه أخص.
مأساة محزنة .. وكفكفة للدموع :
الشيخ صالح باكرمان ومن مصلى العيد بـ ( ملعب بارادم ) تحدّث عن أزمة المعلمين ودعا إلى التعجيل في علاجها، وأكّد تضامنه بالقول : "ونحن مع فرحنا بالعيدِ السعيد ولُبسِ الجديد، نأسى لحال البؤساءِ في هذا الوطن الحزين، لاسيما إخواننا المعلمين، الثابتين والمتعاقدين، الذين هان أمرهم، واشتد خطبُهم، وارتفع جُؤَارُهم، وامتد إضرابهم".
واستنكر الشيخ باكرمان التناقض الممجوج في ممارسة السلطة والتربية مع مظلومية المعلمين مستغرباً هذه الممارسات فـ " بدلاً من تلبية طلبهم، ورفعِ ظُلامتهم، وكشفِ كربتهم .. حُبِست رواتبُهم ، ومُنِعت حقوقُهم، ورأينا المعلمةَ المسكينةَ التي تكفكف الدموع، وتُكَتِّمُ الحسرات ، وتشكو بثها إلى رب الأرض والسموات، نموذجاً صارخا لمعاناة المعلمين والمعلمات.
فيا لله للمعلمين في مثل هذه الأزمات ! وما يحدث اليوم من تقزيم للمعلم وتحطيم لحياته، وسلب لحقوقه، لهي جريمة نكراء، وخطيئة عوجاء، ثمرتها مرٌّ وعلقم، ونتيجتها مستقبل مُظلم، فأنصفوا - أيها المسؤولون - المعلم ، واتقوا الله واتقوا الأجيال قبل التحسر والتندّم. ".
● وادي دوعن .. صرخة من أجل مربي الأجيال :
وفي وادي الخير ( وادي دوعن بحضرموت ) وفي منطقة صيف مركز الوادي ، على وجه التحديد نرى الشيخ ( عبدالرحمن باحشيم العمودي ) من على منبر جامع صيف يتضامن مع المعلم في مطالبته بحقوقه متسائلاً
" المعلم مربي الأجيال وصانع الرجال ألا يستحق أن يعيش معززاً مكرماً ! ... فلولا المعلم ما كان الوزير أو المحافظ ولولا المعلم ما كان المهندس والطبيب، ولولاه ما كان القاضي والضابط" .. وأكد الشيخ في معرض خطبته أن " مستقبل بلدنا مرتبط بالتعليم، ومستقبل أبنائنا مرتبط بالتعليم".
● وقفات احتجاج .. وراتبٌ هزيل :
ومن على منبر جامع بلحمر بديس المكلا .. وفي آخر جمعة من شهر رمضان المبارك .. تطرق الداعية المؤثر ( فيصل باظروس ) إلى فعاليات الوقفة الاحتجاجية الأخيرة التي أقيمت يوم الثلاثاء الـ 2 من إبريل 2024م ، التي نظمها المعلمون جميعاً بشكل متزامن ومماثل في مديريات ساحل حضرموت وواديه تضامناً مع إخوانهم من متعاقدي التربية والتعليم بعد إيقاف رواتبهم المتأخرة أصلاً.
وتحدث هذا الفارس عن معاناة المعلمين ومأساتهم العظيمة، وهزالة راتبهم الذي يعادل ( 100 ) ريال سعودي ويزيد قليلاً ، قائلاً عن ضآلته " إن هذا المبلغ الزهيد ينفقه طفل صغير في الرياض خلال ( عصرية ) واحدة ، فلا يأتي المغرب إلا وقد انتهى منه ..!! ".
● الشيخ الشرفي .. وأوضاع المعلمين :
وفي رصدٍ لمنشور لأحد ناشطي المواقع تحدث عن خطبة العيد للشيخ /صالح بن عمر الشرفي في جامع السلطان عمر بالمكلا ، والتي تطرق فيها إلى معاناة المعلمين .. فكتب يقول : " قبل قليل، وبعيداً عن الصور العيدية والسِلفي ،صرخة حق وُجهت أمام رئيس الوزراء ابن مبارك في خطبتي العيد من منبر جامع عمر على لسان شيخنا المبارك / صالح بن عبدالله الشرفي لما آلت إليه الأمور وأوضاع البلاد والمعاناة التي يتكبدها الشعب والمناطق المحررة وخص بالذكر أوضاع المعلمين وبالأخص المتعاقدين وحلحلة الأمور"
وفي ختام منشوره شكر الشيخ الشرفي قائلاً : " أوجزت شيخنا ووفيت وقد أوصلت رسالة بلسان حال شعبنا المغلوب على أمره ، فبارك الله فيك وجزاك خيراً وبصمة وفاء، عجزت عن إيصاله كبراء قيادتنا المجاملين والخائفين على مناصبهم فتحية وألف شكر وتقدير لك ".
● رصدٌ من أعضاء قروبات "حقوقنا تجمعنا" :
واعتماداً على مجموعة من التدوينات التي نشرها عدد من أعضاء مجموعات " حقوقنا تجمعنا " الذين رصدوا خطب مصليات العيد في مناطقهم نوردُ أبرزها ..
وكم كنا نتمنى أن تصلنا كثيرٌ من المقاطع أو المنشورات التي تبين أوجه التفاعل مع قضية المعلمين، مع ثقتنا الجازمة أن الكثير من الدعاة والخطباء وعلماء الشريعة وطلبة العلم المخلصين في نواحي شتى من أرض الأحقاف قد تطرقوا إليها .. وإليكم أبرزها :
● خطيب مصلى العيد بمدينة الغرفة مديرية سيئون الأستاذ محمد فؤاد بلفاس المدير العام لمكتب الأوقاف بالوادي تحدث في خطبته عن حقوق المعلمين ومعاناتهم في ظل هذا الوضع المتدهور.
● خطيب مصلى منطقة القارة بغيل باوزير تطرق اليوم إلى قضية المعلمين خاصة والمتعاقدين عامة وأشار إلى أن قضيه المعلمين أصبحت قضية رأي عام ، وفي هذا اليوم كثير من المشايخ و الخطباء في صلاة العيد تطرقوا إلى ذكر قضية المعلمين و الظلم الواقع عليهم ودافعوا عن حقوق المعلم وحثوا الحكومه و المسؤولين بإعطاء المعلم حقوقه كاملة غير منقوصة.
● خطيب مصلى العيدين بمدينة غيل باوزير الشيخ سعيد الشوق حفظه الله ورعاه تطرق اليوم في خطبة العيد حول موضوع المعلم وأهمية التعليم وما يعيشه المعلمون من ظروف صعبة وراتب لا يسمن ولا يغني من جوع.
● وختاماً :
فإن قضية المعلمين قد صارت قضية رأي عام يصعب على من يسعون إلى العمل على طمسها أن ينجحوا في مساعيهم، وأن إضعاف دور المعلم وامتهانه وإذلاله والسيطرة عليه كي يصمت ويكتم مظلمته يمكن أن نقول أنها مرحلة قد عفى عليها الزمن.
● ولاؤنا اليوم هو لله ـ أولاً وآخراً ـ ثم إلى " لجنة معلمي حضرموت " التي تسعى جاهدةً إلى إعزاز مربي الأجيال وصانع الرجال لأنهم في الأخير صفوة المجتمع وبنهوضهم ينهض المجتمع.
•••