( الباخمري ) .. و ( حقوق المعلمين ) ..!!
لوهلةٍ قصيرة ظننتُ أن الباخمري هو سيد المأكولات في مطبخنا الحضرمي .. وأن الحضارم يحبون ( الباخمري ) حبهم للعَيد واللخم والرز ( الوقلة ) وصانة الـ ( حومر ) و( المعصوبة ) ..!!
لكن يبدو أنني وقعت ضحية الدعاية الإعلامية و( البروباغندا ) .. فما إن صارحتُ ( أمي ) الحبيبة باشتياقي إلى ( الباخمري ) حتى نظرت إليّ نظرات شزراء .. وقبل أن تنتفخ أوداجها من الغضب أعلنت أنني أمزح ..!!
ذلك أن ( الباخمري ) يعمل عملية ( شفط الدهون ) من بطن ( الكري ) حقنا .. وهي العملية الصعبة والمزعجة والتي تتسبب بالكثير من المشاكل والصياح في بيتنا المتواضع ..!!
فالزيت أو ( السليط ) كما يحلو لنا أن نسميه هو أساس الأكل .. والكل يعلم سعره المتصاعد بدءاً من شرائه في كيس أبو ( شبط ) مثل ( المصو )إلى عبوات الجالونات الكبيرة التي تحتوي على عشرات اللترات..!!
ولأجل ذلك فنحن التربويين ـ برواتبنا الهزيلة ـ كراتب محدثكم الذي يبلغ ( 66 ) ألفاً ـ لا نستطيع التهور أكثر مع الأكلات التي تتطلب زيتاً كثيراً ولعل منها ( الباخمري ) ..
في حين نقتصر في إنفاق زيت الطبخ على الوجبات الأساسية .. ويمكن أن نضيف إليه إشكالية ( السكر ) أيضاً الذي هو الآخر غير ( صمصوم ) .. لهذا أظنكم الآن قد فهمتم سبب نظرات والدتي الشزراء ..!!
يُقال أن ( الباخمري ) أكلة ( هندية ) الأصل والمنشأ .. والحضارم يغضبون إن قيل عنهم أن أصولهم ( هنود وأفارقة وشرق آسيويين ) .. ومع إيماني بعدم مصداقية ما يُقال لأغراض عنصرية دون إثباتات تاريخية مدعّمة بالبحوث التاريخية الدامغة ..
فإنني أستغرب بشدّة كيف يستميت ( الحضارم ) في إعطاء ( الباخمري ) الجنسية الحضرمية دون بقية المقليات الأخرى ..!!
فينظّمون له المهرجانات الكبيرة ويتجمعون فيه بأعداد ضخمة جعلت المعلمين البؤساء ( يتذكرون ) وقفاتهم الاحتجاجية .. وأنه لو حضر هذا الكم الكبير لمناصرتهم مثلما حضروا في مهرجان ( الباخمري ) لأعطى لمطالبهم زخماً كبيراً وصيتاً أعلى ..!!
رئيس الوزراء ( ابن مبارك ) ـ مع بعض الوزراء الآخرين ـ الذي يزور المكلا في الوقت الحاضر هو الآخر كرّس هذا التقليد غير المحبب .. وربما قبله السيد ( بحاح ) الذي ظهر في صورته الشهيرة قبل سنوات وهو يمسك ببعض ( الباخمري ) المحظوظ مع كوب من شاهي ( الحليب ) ..!!
ما نحبّه هو أن تتزامن لفتة ( الباخمري ) لرئيس الوزراء ( ابن مبارك ) لخطب ودّ الشباب وإثارة مشاعرهم .. مع لفتة - ولو بسيطة - مماثلة مع ( حقوق المعلمين ) ولو بالتصوّر معي وأنا أتناول في فطوري الذي يخلو من أية مشهّيات ..
أو صورة سلفي وأنا أنفض جيبي لدفع فواتير الكهرباء والماء .. أو حتى صورة معي وأنا أقف في الظلام أبحث عن مصدر ضوء من ( باتري ) صيني رخيص الثمن ..!!
ولعلّ خُطب عيد الفطر المبارك في الجوامع والمصليات قد أوصلت لرئيس الوزراء ( ابن مبارك ) مجمل هموم المعلمين البؤساة ومعاناتهم ..
وعليه فلا عذر له في التجاهل والإعراض ولو أن يساوي في حدبه واهتمامه المعلم ( الحضرمي ) المسكين بـ ( الباخمري ) ..!