( الموجهون ) .. حينما تتهاوى العقول والخبرات .. !
انهمك موجهو مديرية غيل باوزير بمراجعة الاختبارات النهائية للمدارس الخاصة بمديرية الشحر .. وذلك بعد أن أضرب موجهو الشحر وتركوا ساحتهم فارغة تضامناً من أجل المعلم وحقوقه ومطالبه ومعهم الكثير من الموجهين في مناطق عدّة .. !
▪︎ أي عاقل يسمع ما يحصل من الطرف الأول منهم سيحكم مباشرة بأن هذه الممارسات لا تليق بموجهين يجدر بهم أن يكونوا أعقل القوم وأكثرهم وعياً وإدراكاً لتحديات المرحلة .. أما أن ( يفركوا ) بإخوانهم في مشهد أقرب إلى خيانة ( المنافقين ) في غزوة ( الخندق ) يوم أن بلغت القلوب الحناجر فهو أمر مستنكر ويدعو إلى الاستغراب ..
▪︎ ويوم أن ثبت أصحاب الخندق في ساعة الشدة والمؤونة ووثقوا بربهم .. انتصروا وانكشف سوء فعال أولئك المتخاذلين .. خلّد التاريخ سوءاتهم أبد الدهر .. هل ترون حوادث السيرة تعيد تكرار نفسها ..؟!
▪︎ إيمانك وتوقك إلى استعادة الحق ليس يعني أن تكون من الضعف والخَوَر إلى حال يجعلك تقف مكرهاً خانعاً مع جبهة الغاصب المانع للحقوق .. لأنك ستكون أول المستفيدين مما يفعل إخوانك من أجلك ..
▪︎ وهنا يأخذ المجد بأيدي من غيّروا مجرى التاريخ .. أما الناكصون المتساقطون فلا يكادون يُذكرون حتى في ذيل القائمة .. مهما كانت خبراتهم وعقلياتهم .. لأنها غابت في وقت كان الناس في أحوج حالاتهم إليها ..
▪︎ قامات شامخة كنتُ أكنّ لها كل التقدير والاحترام .. وكم أتذكر أنني طالما تعلمت على يدي الكثير منهم أخلاق الشهامة والبأس وعدم التخلي عن قول الحق ..
واليوم أشعر أنني لن أستطيع النظر إلى وجوههم مجدداً لما أصابني من خيبة الظن .. فيا لضيعة الأمل .. ويا للأسى والأسف .. !
▪︎ أخذتُ أفكر : كيف شعور موجهي الشحر وهم يسمعون عمّن جاء ليوهن عزائمهم .. وكيف هو شعور المعلمين المضربين تجاه هؤلاء ! .. وفي النهاية كيف هو شعورهم هم حينما يقابلون معلميهم بعد فترة من الزمن ..؟!
وبعد أن جلدتُ نفسي كثيراً لم أجد إلا أن أذكّر مروأتهم بهذه الكلمات رغماً عني .. فالثقة كانت فيهم عظيمة وبقدر فقدان الثقة يكون الألم .. !
▪︎ أعلم أن لكل إنسان نقاط قوة وضعف .. ولكننا لسنا في حرب ضروس يخاف فيها الإنسان على فقدان روحه التي بين جنبيه .. ولما كان ذلك كذلك فالخنوع والخضوع والانبطاح والاستخذاء لا يُبرّر مهما كان ضعف نفسية صاحبه .. فكيف إذا كان من أعقل الناس وأكثرهم شكيمة وعلماً .. ؟!
▪︎ الثابتون من الناس يملأون الدنيا عزة وفخاراً .. وزلزلة الشدائد تبيّن معادن القوم .. وعلى قد أهل العزم تاتي العزائمُ .. وإنني كنتُ أعيد صورهم في مخيلتي كأحرار يرفضون الضيم والأذى .. لكن يبدو أنني اليوم سأمحو تلك الصور القاتمة إلى الأبد .. !
•••