وين سعدان اللي با يخاطر… رقصة (لعبة العدة)

رقصة لعبة العدة هي لعبة معروفه لدى اهالي حضرموت و في مفهومها أنها لعبه حربية وذلك من خلال لعبتها و طلعتها وشلاتها .
ونحن هنا ليس بصدد الخوض في ما هي العدة ولكن اعطي لكم قصة توصل هذه الفكره.
في الخمسينيات كان في مكلانا القديمة حارات او ما يطلق عليها قديما (حويف) و هي محدودة و لكنها متنافسة فيما بينها و بشدّة في خدمة وطنها و الحفاظ على الموروث الشعبي و العادات و التقاليد و إقامة الزيارات السنوية للحويف و من بينها حافة الحارة التي كانت زيارتها بمثابة العيد الثالثة بعد عيدي الفطر و عرفة آنذاك .
تميزت تلك الحويف بإنتماء الساكنين بها و حبهم و غيرتهم عليها و عدم المساس بهيبتها و هناك خطوط حمراء لا يمكن ان تسمح الحافة بالمساس بها او تجاوزها ، و من هنا برزت الصراعات و المضرابات بالعصي و السلاح الابيض غيرةً على كيان الحافة و هيبتها و مقامها بين الحويف. و على الرغم من التآزر الاجتماعي بين تلك الحويف الا انه لا تخلو ايامهم من التعصّب لحاراتهم و الاختلافات في وجهات النظر.
في تلك الفتره كان هناك امتعاظ من منع تلك الحارات من المرور في حافة الحارة بقوام عدّتهم و ما يتبعه من زبو و تحدي و تعدّي على حافة الحارة مما دفع بعض لاعبين العدّة في احدى الحويف بالتشدّق و كسر هذا الحاجز و العبور على الهاشمية عقر حافة الحارة المحظورة عليهم و قد انتشر هذا الخبر في مدينة المكلا و خارجها.
فما كان من حافة الحارة ( العسيري ) إلّا الاستعداد لمواجهة هذا التعدّي و أعدّت العُدّة بما يلزم لصد هذا التجاوز.
بعد ان صدحت تلك الاصوات النشاز عن هذا التجاوز، تحرك مقادمة تلك الحافة الكبار لانهم يعرفون عواقب هذا التهوّر وان هناك ارواح سوف تزهق وستكون اصابات بالغة بين الطرفين وهم في الاصل لحمه اجتماعيه من اجداد وأصهار وأبناء عمومه وغيرها من صلات الرحم.
وهنا تداعى صوت العقل والحكمه وتمت السيطرة على الموقف وتم انهاء التحدي والتهور الذي اصبح موقفاً مخجلاً وعجزا فاضحا لمن اراد الخروج عن العادات والتقاليد الخاصه بالحويف ومراسيم الدولة في تلك الفترة .
هكذا كانوا مقادمة زمان يحكّمون العقل و المنطق في معالجة مثل هذه النعرات التي هي في حسابات الآخرين كبيرة و قاتلة لأن لكل حافة هويّتها و طابعها الخاص الذي يتقمّصه كل مواطن ساكن في هذه الحافة او تلك.
وبعدها بوقتٍ قصير جاءت مناسبة في حافة الحارة و كان لذلك الهرج و المرج تأثير على شاعر عدّة الحارة( العسيري ) في هذه المناسبة الشاعر يسلم باحكم
حيث قال :
وين سعدان لي با يخاطر.
با يعدِّي على الهاشميّة.
يا غبووونه... يا غبووونه
صاحب الشرق صبّت عيونه.
قلعه الترك فيها الدخاير
والعساكر في الاسكندريه
ياغبونه … ياغبونه
صاحب الشرق صبت عيونه
ومثل ما ذكرنا سلفا ان هذه الحادثه ذاع صيتها في مدينة المكلا وكان اهالي برع السدة ينتظرون خبر في هذه الحادثه (الهده)ولكن لولا الرجال الذين يحسبون التاليه وانتهاء هذا الصراع ومن هنا جادة قريحة شاعر برع السدة (أحمد كبش) عندما راى اصحاب الحافه المتوعدة بالدخول للحارة نزلو بعده نزول ودخول وهم ساكتين لازميين حدودهم قال الشاعر الكبش :
عجب ثم العجب في مواتر عبرت ساكته
لاطبل في الموتر ولاهواك في الموتر يهوك
والله لو هو نا نطلعها بغصبا جافله
وبعدها خل القعيطي ع يعلقنا بهوك
ملاحظة :
- لموقع الهاشمية والتي تعتبر حدود حافة الحارة (العسيري).