تواصل معنا عبر النموذج أدناه:

بين التحديات والاتهامات: تجربة صحافي في وجه التجاذبات السياسية بحضرموت

في خضم الأجواء المشحونة والتوترات المتصاعدة في محافظة حضرموت، تبرز الحاجة إلى تفهم الأبعاد السياسية والاجتماعية التي تحيط بهذا الإقليم الحيوي. أصبحت حضرموت ساحة لمناكفات إعلامية مكثفة، حيث تتصارع العديد من الأطراف لكسب النفوذ والسيطرة. هذه الصراعات، التي تبدو وكأنها تأخذ طابعًا إعلاميًا أكثر منه سياسيًا على الأرض، تحمل في طياتها تعقيدات وتفاصيل يجب على كل مراقب وصحفي أن يعيها  جيدًا.

في السياق ذاته ، يجب على الصحفيين توخي الحذر من الانجرار وراء حملات التأجيج الإلكتروني التي تشهدها الساحة حاليا ،محتوى هذه الحملات من وجهة نظري لا يؤدي إلا لتعميق الانقسامات وإضعاف النسيج الاجتماعي في حضرموت وعلاقة قياداتها ببعضهم .
لذا، يتحمل الصحفيون مسؤولية كبيرة في تقديم مواد اعلامية او منشوارات عبر مواقع التواصل  متوازنة وموضوعية، تساهم في بناء جسور الحوار والتفاهم بين جميع الأطراف. ينبغي للصحافة أن تكون وسيلة لتقريب وجهات النظر وتعزيز الوحدة بين أبناء حضرموت، وليس ساحةً لتكريس الانقسام.


خلال مسيرتي عملت مع العديد من الجهات، مما أتاح لي فرصة الاطلاع على وجهات نظر متعددة، وفهم أعمق للصراعات والأزمات التي تمر بها حضرموت. ورغم ذلك، لم أسمح لنفسي بأن أكون أداة في يد أي طرف، ولم أنخرط في لعبة الولاءات. بل على العكس، ظللت متمسكًا بموقفي المستقل.
رفضت كثير من الاعمال التي كانت دهاليسها تخدم الفرد وليس الأرض والانسان وأبتعدت عن كثير من المشاريع التي ضلت طريقها نحو المسار الصحيح بالرغم من انطلاقتها التي توافقت حينها مبادئي معها،لازلت على يقين  بأن الفرصة الحقيقية لخدمة محافظتي وبلادي  لم تأت بعد، وأن صوتي الإعلامي يجب أن يبقى حرًا وغير مقيدا بأي أجندة عدائية ومضرة لأرضي ومجتمعي.

أدرك تمامًا مدى حساسية الوضع وأهمية التزامي بالمهنية والاستقلالية. ومع ذلك، ورغم الحياد الذي أحرص على المحافظة عليه، يجد البعض أنني أنحاز لجهة معينة في الخفاء،وأتخاذها كمعلومة ترافق ذكر أسمي  وهو ادعاء أرفضه جملة وتفصيلًا. وإن كان عملي مع جهات متعددة فهو جزء من دوري كصحفي يسعى لفهم الصورة الكاملة،او ككاتب او منفذ لبعض الاعمال المتنوعة،لكن ذلك  لا يعني أبدًا أنني أصبحت تابعًا لأي طرف.

في حضرموت، يتشابك الواقع مع الروايات الإعلامية التي تُبث يوميًا. وباعتباري جزءًا من هذا المشهد الإعلامي، أجد نفسي أمام تحديات كثيرة، منها الحفاظ على مصداقيتي واتزاني وتحفظي مع جميع الاطراف بما يعزز لي نقل الحقيقة كما هي، دون زيادة أو نقصان، ودون ان أكون طرفا مساهما في تاجيج الصراع. 

قد يبدو  لي أن الفرصة لم تأتِ بعد لي لأساهم بشكل فعّال في خدمة حضرموت والبلاد، لكنني أؤمن بأن كل خطوة أقوم بها، ، هو جزء من هذا الحلم الكبير. حلم أن أكون صوتًا لحضرموت يتردد من الداخل حتى شاشات الدول المجاورة، يعكس تطلعات أهلها، ويحمل قضاياها إلى أبعد مدى. هذا الصوت لا يمكن أن يكون أداة في يد أحد، بل يجب أن يظل حرًا ومستقلًا، وهو ما أحرص عليه بشدة في كل ما أقوم به.

ليس من السهل على أي صحفي أن يبقى بمنأى عن التجاذبات السياسية والإعلامية، خاصة في منطقة مثل حضرموت حيث تتقاطع المصالح الإقليمية والمحلية. لكنني اخترت أن أظل متمسكًا بمبادئي، مؤمنًا بأن استقلاليتي هي أكبر قوة أمتلكها. ورغم ما قد يقال عني أو يُظن بي، سأظل واقفًا في الصف الذي سيجلب الخير لحضرموت والبلاد، مؤديًا دوري كصحفي حرّ ومراسلا ميدانيا اختار وسيلة حكومية تعتبر صوت الشرعية بكل حالاتها، وعلى يقين بأن حضرموت تستحق منا جميعًا أن نعمل لأجلها بصدق وإخلاص، دون الانجرار وراء مصالح ضيقة أو أجندات خفية.

في الختام، أؤكد على أن عملي في الإعلام ليس مجرد وظيفة، بل هو رسالة ومسؤولية تجاه وطني ومحافظتي. 
مؤمنًا بأن صوت الإعلام  هو الضمانة الحقيقية لتحقيق العدالة والتنمية في حضرموت والبلاد.

أفسحوا الطريق أمام الشباب فصعوبة المعيشة وضبابية المسقبل يكاد يخنق من تبقى منهم.