تواصل معنا عبر النموذج أدناه:

المستشفى الحكومي: القشة الأخيرة في قتل المريض الغلبان

عنوان كتبته بعد معاناة في المستشفى الحكومي  من تجاهل ما يسمى بملائكة الرحمة وهم بعيدون كل البعد عن ذلك.
كم منا يعاني ويسمع تلك الشكاوى دون أن يأتي أي حل جذري لحل المشكلة الأزلية.

أروي لكم حكايتي حيث كنت مرافقًا في مستشفى المكلا المعروف باسم (باشراحيل) في قسم الأمومة والطفولة (الوضع).
شاهدنا سوء تعامل الدكتورة وبعض الممرضات وتحدثهن بتعالي مع المرافقين والشكوى من قبل المرضى من داخل غرفة الوضع  حتى نفسية الحامل المقبلة على الوضع تخاف ولا تجد من يطمئنها بل تجاهل وإهمال.

عند جلوسي مع المرافقين الحاضرين وجدت الجميع يشكو همومه والكل خائف من كابوس المستشفى و البعض لديه تجارب سيئة لكن لسان حاله يقول "ما باليد حيلة"  ليس هذا فقط ولكن ما خفي كان أعظم وهذا ليس بجديد على سمعة أغلبية الأطباء في المستشفيات الحكومية وقسم الوضع بشكل خاص وسوء تعاملهم.

ولنعطي كل ذي حق حقه هناك أطباء وممرضات  يشهد لهم بالتعامل اللبق والتخفيف من ألم الولادة  وهذا يعتمد على الحظ في مناوبتهم ولكن الأغلبية هي السبب في سوء سمعة المكان.

ندخل في القصة حيث كانت المرأة الحامل أختي  خرجنا بها من البيت في الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد الموافق 19/8/2024 ذاهبين بها إلى مستشفى المكلا المعروف باسم باشراحيل قسم الوضع و تعمدت ذكر الوقت والتاريخ هنا لكي يسهل معرفة اسم الدكتورة لأن الكل خائف من إعطائنا اسمها لرفع شكوى بها .

خرجنا لمعرفة سبب الوجع وتشييك البداية وأعطوها مغذية والإجراءات الأولية  وبعد ما أكملت المغذية زاد الوجع و عند المعاينة من إحدى القابلات الحاضرات والتي كانت بأمانة تؤدي عملها  قالت لنا إنها في حالة ولادة والآن تتوجع وجع الولادة وطلبت منا بعض  المستلزمات وكل  هذا الكلام كان حوالي الساعة 10:30 مساءً .
كنا جالسين في المستشفى حتى الساعة الثانية  بعد منتصف الليل  إلا و جاءنا خبر بعدم استلام الحالة من قبل الدكتورة المناوبة بحجة عدم وجود أسرّة فارغة في المستشفى و قالت إن البكر غالبًا تحتاج إلى عملية  وطبعا اتخذت هذا القرار بدون حتى  أن تعاين المريضة و قالت لا يمكن أن أستلمها.
القابلة المناوبة معها بحسب خبرتها قالت لها "يا دكتورة، طيب عاينيها  قد تلد طبيعيًا" ولكن ضيق بال  الدكتورة وعنادها وتعاليها جعلها تصر على أنها تحتاج عملية وأنه ليس لديها أي أسرّة فارغة.

لم ينته الموضوع هنا عندما سمعت بالخبر  ذهبت لأشتكي عند ضابط النوبة الذي كان يأخذ قيلولته في غرفته المكيفةوكان اسمه فهد باكرشوم أو باطرشوم المهم أصحاب المستشفى يعرفون اسمه وتجاوب معي بعد معرفته لي  بأنني أعمل  إعلامي ودخل إلى الدكتورة  لا أعرف ما الذي حصل لكن الصوت ارتفع بدون مراعاة وجود الحالة بينهم  تسمع الصياح وهي تتوجع .
بعد ذلك قالت  لها الدكتورة  "مالنا دخل لو الجنين مات"  ما هذا التسويف وعدم المبالاة؟
علما بأن الحالة التي كانت قبل أختي مات جنينها و لو إدارة المستشفى راجعت سترى صحة كلامي.
إذا بأختي  تقوم من الخوف وتهرب عليهم من داخل غرفة الوضع ومن وسط صياحهم و عندما رأوها تهرب قالوا لها "تعالي، خلاص بنشوفك"  خافوا وبقدرة قادر توفرت الأسرة  وهم في البداية أرادوا تحويلها إلى مستشفى الجامعة بابن سيناء.

الحالة قامت وهي تعبانة وحالتها سيئة ورفضت الرجوع اليهم وحصلنا صاحب سيارة أجرة في الوقت الصعب وكان خيرًا.
تحركنا إلى مستشفى الجامعة بابن سيناء  بالمصادفة قابلنا حالة في ابن سيناء كانت معنا في باشراحيل قال زوجها إنهم كانوا سيجرون لها عملية وقالوا لهم نفس موضوعنا "ما في أسرّة"  وتحركوا بها إلى ابن سيناء و الحمد لله ولدت طبيعيًا بعد وصولها بساعة إلا ربع.

تأخرت الكريمة في الولادة قليلاً بسبب مضاعفات التأخير والبهدلة التي حصلت لها في باشراحيل ولكن الحمد لله وضعت طبيعي وبدون عملية وهي الآن هي والجنين بخير.

نستخلص من ذلك أن العيب في الدكتورة المناوبة وتقصيرها وضيق خلقها وسرعة اتخاذ قرار العمليات حتى بدون المعاينة.

ولو تابعنا الموضوع لوجدنا غياب مبدأ المحاسبة والمعاقبة من قبل إدارة المستشفى، مما يؤدي إلى تقصير مكتب الصحة كونه في سبات.

نحن الحمد لله بخير وعرفنا كيف نتصرف  ولكن من ليس لديه أحد يموت و المنشور عملناه ليس لنا ولكن  لكي لا يتكرر مع أحد آخر قد يسبب وفاة للجنين أو الأم.

نتمنى أن يتم تفعيل مبدأ المحاسبة والمعاقبة والمراقبة من قبل الجهات الرسمية فحياة الناس ليست رخيصة.
يكفي معاناة الناس من ضنك الحياة ليقود بهم الوضع إلى الذهاب للمستشفيات الحكومية لتكون القشة الأخيرة في قتل المريض الغلبان.

محافظ محافظة حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي.

الدكتور محمد صالح الجمحي مدير عام مكتب وزارة الصحة بساحل حضرموت.

الدكتورة إبتسام المعاري مدير عام مستشفى المكلا للأمومة والطفولة.

نأمل اتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة بجدية والمراقبة وتفقد الأطباء .

ملاحظة:

من يبرر الأعذار بأن الرواتب لا تكفي أو رواتب متقطعة للمتعاقدين وهو السبب في تقاعس في جودة الأداء، ليس مجبراً بالتعاقد معهم. المستشفيات والعيادات الخاصة كثيرة وهذا ما يضع الإدارة في إحراج لماذا لا تستغني عن الأطباء الذين يملكون عيادات أو يعملون في الخاص وتقليص عدد الأطباء واستبدالهم بأطباء أكفاء ولو من الخارج وبأجور عالية تتحمل جزء منها السلطة المحلية بالمحافظة لتنافس المستشفيات الخاصة التي يذهب إليها الميسورون والمقتدرون  بينما الموت المحتم للمواطن المعدم في المستشفيات الحكومية.