تواصل معنا عبر النموذج أدناه:

انهيار العملة: صرخة شعب مكلوم

نحن اليوم نشهد مأساة حقيقية، مأساة تفتك بأحلامنا وآمالنا، تدهور عملتنا ليس مجرد أرقام تتغير بل هو انهيار لقيمة عملنا وتعبنا، هو سرقة لأرزاقنا وعرق جبيننا.

تخيل أنك تعمل لشهور طويلة، تجمع مبلغًا من المال بالعملة المحلية، تحلم بتحويله إلى عملة صعبة لحماية قيمته من التقلبات المتسارعة لتأمين مستقبل عائلتك، ولكن سرعان ما تكتشف أن كل أحلامك تبخرت مع كل جرعة جديد في سعر الصرف، إن هذا الوضع المؤلم لا يقتصر على الطبقة الفقيرة، بل يشمل أيضاً موظفي الدولة الذين يتقاضون رواتبهم بالعملة المحلية، تتراءى في عيونهم الحسرة والألم وهم يرون قيمة رواتبهم تتلاشى مع كل يوم يمر.

 تخيل موظفًا يسأل موظف المصرف عن سعر الصرف اليومي، فيرد عليه "صرف اليوم كذا وكذا فيستغرب ويقول الم يكن سعرف الصرف بالأمس كذا وكذا ف يرد موظف المصرف بابتسامة ساخرة: "يتغير كل ساعة يا سيدي".

والأكثر إيلامًا هم المسؤولين الذين أوكلنا إليهم أمرنا واعتبرناهم حماة لأعراضنا وأموالنا خذلونا وأحرقونا بوعودهم الكاذبة وأقوالهم المعسولة وهم يرددون كل يوم بحياة كريمة للمواطن، ولكن للأسف لم تعد كلماتهم تجدي نفعًا، فقد كشفت الأيام زيف ادعاءاتهم.

الصمت عن هذا الظلم والله جريمة في حق أنفسنا وأجيالنا القادمة، فكيف لنا أن نقبل بهذا الوضع ونحن نرى بأعيننا كيف يتم نهب خيرات بلدنا ولا نحرك ساكنًا؟ كيف لنا أن نسكت ونحن نرى أسر بأكملها يعانون الجوع والمرض وكأن الأمر لايعنينا !!.

صدقوني تدهور العملة ليس نتيجة لمؤامرة خارجية، بل هو نتيجة لفشلنا جميعًا في تحمل مسؤولياتنا تجاه مانمر به من أزمات، فشلنا في المطالبة بحقوقنا، فشلنا في محاسبة الفاسدين، وفشلنا في الوحدة والتكاتف وفشلنا بأن نصبح يدً واحدة ونحن أصحاب حق.